بعد مارثون دام أكثر من خمسة أشهر في محاولات للمؤتمر الوطني العام الليبي(البرلمان) للأطاحة بالحكومة الليبية المؤقتة برئاسة علي زيدان ، استطاع المؤتمر خلال جلسته المسائية اليوم الثلاثاء حجب الثقة عن الحكومة المؤقتة " ب124 صوتا , وتكليف وزير الدفاع " عبد الله الثني " بتسيير اعمال الحكومة لمدة اسبوعين الى حين اختيار رئيس وزراء جديد . وقد أدى عبد الله الثني، وزير الدفاع الليبي، مساء اليوم ، اليمين الدستورية أمام المؤتمر الوطني العام(البرلمان) ليصبح قائمًا بأعمال رئيس الوزراء، خلفًا لرئيس الحكومة الموقتة علي زيدان الذي أقيل اليوم الثلاثاء. و أعلن عمر حميدان، المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الوطني العام، أن 124عضوًا بالمؤتمر وافقوا على سحب الثقة من رئيس الحكومة الموقتة علي زيدان، من أصل 145 عضوًا حضروا الجلسة المسائية، وتكليف الثني حتى يتم التوافق حول رئيس الحكومة الجديد. وقال حميدان " في تصريح له عقب الجلسة ان المؤتمر الوطني العام أصدر تعديلا دستوريا يقضي بتكليف رئيس وزراء جديد خلال الأسبوعين القادمين ابتدء من تاريخ هذا اليوم ، ويتولى خلال هذه الفترة " عبد الله الثني تسيير أعمال الحكومة. ويقول المراقبون أن حجب الثقة اليوم عن زيدان بكل المقايس مفاجاة مدوية للساسة والمراقبين ، ولكن ماحدث خلال الأسبوع الماضي واليوم من قبل دخول ناقلة نفط كورية شمالية الي ميناء سدرة الليبي ، وتحميل النفط بطريقة غير شرعية ، وتصريحات زيدان وأعضاء من حكومته بان الناقلة محاصرة من قبل القوات الليبية، ثم تفاجئ المواطنون في الساعات الاول من صباح اليوم بهروب الناقلة خارج المياه الاقليمة أدى إلي إستياء الليبيين وكانت القشة التي قسمت ظهر البعير وأطاحت برئيس الحكومة الليبية المؤقتة علي زيدان. كان رئيس الوزراء الليبي علي زيدان أكد أمس على سيطرة البحرية الليبية على ناقلة النفط الكورية الشمالية ، بعد أن حملت بالنفط الخام في ميناء السدرة ، مشيرا إلي أن الناقلة أوقفتها القوات الليبية ، لكنها لم تصل بعد إلى ميناء تسيطر عليه قوات حكومية، وقد توقفت بسبب الظلام ولن نتحرك في الليل ،لكنها تحت السيطرة الكاملة ". ومن جانبه، قال وزير الثقافة حبيب الأمين في مؤتمر صحفي إن "الناقلة النفطية تحت سيطرة القوات البحرية و قوات الثوار " مشيرا الي أن الناقلة محمية بالكامل من قبل القوات البحرية ، ولا أحد يستطيع الأقتراب منها. وأشار إلي أن هذه العملية تقوم بها الدولة الليبية ، من وزارة الدفاع ورئاسة الاركان ، لآفتا أن الموقف الدولي يؤيد ماتقوم به ليبيا. وكانت هذه التصريحات من قبل الحكومة الليبية حديث الشارع الليبي اليوم بعد إعلان خبر هروب الناقلة الي خارج المياه الليبية ما ادي الي استياء المواطنين الليبيين وعجل اليوم بسحب الثقة من حكومة زيدان . وتم انتقاد حكومة علي زيدان بانتظام لفشلها في استعادة الأمن في البلاد، بعد أكثر من عامين على سقوط معمر القذافي ، و انتقدت أيضا لعدم حل أزمة النفط المستمرة منذ أشهر، في أعقاب إغلاق الموانئ النفطية الرئيسية في شرق البلاد من قبل محتجين يطالبون بحكم ذاتي في إقليم برقة. وازدادت هذه الانتقادات اليوم بعد أن أقدم هؤلاء المحتجون على استجلاب ناقلة للنفط تحمل علم كوريا الشمالية وإعلانهم بيع النفط الخام خارج إطار الدولة الرسمي. وقد حاول مناوئي زيدان داخل البرلمان عدة مرات إسقاطه لكنهم لم يتمكنوا إلا اليوم من الحصول على نصاب عددي بلغ 124 صوتا من أصل 194 عضوا ممن تبقى من المؤتمر الوطني العام الذي ينبغي أن يتكون من 200.