لماذا توفى الله سبحانه وتعالى نبيه محمد وهو خاتم الرسل؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر. لماذا توفى الله سبحانه وتعالى نبيه محمد وهو خاتم الرسل؟ يقول ربنا - سبحانه وتعالى - : { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ } سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته البرزخية، يَرُدُّ الله عليه روحه في قبره فيرد السلام على أمته، كما صح في الحديث عن أَبي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أحد يسلم عليّ إلا رد اللَّه عليّ روحي حتى أرد عليه السلام). وقال علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: سيدنا رسول الله خاتم النبيين، فنبوته قائمة فينا إلى يوم الدين، وإنما وفاته لسنة الله في خلقه، ومماته -كما محياه- فيه خير لنا؛ لأن الشريعة قد تمت، واكتمل الدين؛ فكل ما سكت عنه الشرع في حياته صلى الله عليه وسلم فهو معفوٌ عنه تكرمة من اللهِ تعالى لهذه الأمةَ المرحومة، وقد خيِّر صلى الله عليه وسلم فاختار الرفيق الأعلى، يرد الله تعالى عليه روحه فيستغفر لأمته صلى الله عليه وسلم ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (حياتي خير لكم؛ تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم؛ فما كان من حسن حمدت الله عليه، وما كان من سيئ استغفرت الله لكم). هل يجب على المرأة تغطية شعرها أم زوج أختها وشقيق زوجها ؟ وشدد: فلنسلِّ أنفسنا بفقدنا لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جسدًا، إنما تشريعه وروحه وبقاؤه يستغفر للأمة فهو باق إلى يوم القيامة، والحمد لله رب العالمين, { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ} جاءوك بالصلاة عليك، أو جاءوك في عالم الأشياء بالإتيان إليك { فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا } قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: "وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو نصر بن الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبي، قال: كنت جالسًا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول: { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا } وقد جئتك مستغفرًا لذنبي مستشفعًا بك إلى ربي. ثم أنشأ يقول: يا خيرَ مَنْ دُفِنَتْ بالقَاعِ أعْظُمَه * فطابَ مِنْ طِيبِهِنَّ القاعُ والأكَمُ نفسي الفداءُ لقبرٍ أنتَ سَاكِنُه * فيهِ العَفَافُ وفيهِ الجُودُ والكَرَمُ ثم انصرف الأعرابي، فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقال: يا عتبي، الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له" . فما أفقهَهُ من أعرابي ،وما أسعدَ ذلك العُتبي ،ولله دَرُّ سلفنا الصالح؛ بما علموا وما عملوا وما فقهوا.