تتفاقم الأزمة الإنسانية المتصاعدة في غزة بسبب العوائق الموجودة عند معبرين حدوديين، مما يعيق إيصال المساعدات الحيوية، وفقًا لتصريحات صادرة عن اثنين من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، بالإضافة إلى مسؤولين في الأممالمتحدة ومنظمات إنسانية أخرى. وفقا لما نشرته نيويورك تايمز، تواجه الشاحنات التي تحمل المساعدات إلى غزة عمليات تفتيش شاملة من قبل السلطات الإسرائيلية، ويقتصر مرورها على ساعات محددة عبر معبرين حدوديين. وفي داخل غزة، يزداد توزيع المساعدات تعقيدًا بسبب الطرق المتضررة والمناظر الطبيعية التي تشوبها الأنقاض. أثار مسؤولو الإغاثة، إلى جانب أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الذين زاروا معبر رفح، أحد المعابر المفتوحة، ناقوس الخطر بشأن الأزمة المتفاقمة. ويحذرون من تزايد خطر المجاعة، وانهيار نظام الرعاية الصحية، والانتشار السريع للأمراض المعدية داخل الإقليم. النزاع المستمر منذ 7 أكتوبر، عندما هاجمت حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية إسرائيل، لم يدمر الطرق التي تستخدمها شاحنات المساعدات فحسب، بل أدى أيضاً إلى تعطيل شبكات الاتصالات الأساسية. وأدى الحصار الإسرائيلي إلى نقص حاد في الوقود والكهرباء في غزة. أفاد مسؤولو الصحة أن القتال والغارات الجوية الإسرائيلية أودت بحياة حوالي 23,000 شخص في غزة، بما في ذلك أكثر من 150 عامل إغاثة. ويعوق الدمار قدرة منظمات الإغاثة على الحضور للخدمة، مما يفاقم التحديات التي يواجهها المجتمع الإنساني. تكافح قوافل المساعدات، التي يُزعم أحيانًا أنها تتعرض لإطلاق نار من القوات الإسرائيلية، للتنقل في البنية التحتية المتضررة، وأصبحت المستودعات المخصصة لتخزين المساعدات ملاجئ للنازحين في غزة. ويزيد نهب المستودعات المتبقية من تعقيد عملية توزيع المساعدات. في حين تزعم إسرائيل أن هناك ما يكفي من الغذاء والماء للمدنيين في غزة، فإن جماعات الإغاثة تطالب بتدفق أكثر استدامة وكبيرة للمساعدات لتلبية الاحتياجات الماسة للسكان. وتحت ضغط أمريكي، أعادت إسرائيل فتح معبر كرم أبو سالم في منتصف ديسمبر لتسهيل توصيل المساعدات. ومع ذلك، هناك مخاوف بشأن كفاءة عمليات التفتيش على المساعدات، حيث تشير إسرائيل إلى أن عنق الزجاجة يكمن في قدرة المنظمات الدولية في غزة على تلقي المساعدات. وعلى الرغم من الالتزامات بالسماح بدخول 200 شاحنة يوميا، فإن العدد الفعلي لا يرقى إلى هذا الهدف. وتشير الأرقام الأخيرة إلى أن غزة تستقبل في المتوسط حوالي 129 شاحنة محملة بالإمدادات الأساسية كل يوم. وتؤكد جماعات الإغاثة على الحاجة الملحة لعملية توصيل المساعدات بشكل أكثر كفاءة لمعالجة الاعتماد المتزايد لسكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة على المساعدات الإنسانية.
وقد وجه أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، بما في ذلك كريس فان هولين وجيف ميركلي، دعوة لإسرائيل لتبسيط عمليات التفتيش وضمان التوصيل الآمن للمساعدات داخل غزة. ولا يزال الوضع حرجًا حيث تواجه جهود الإغاثة تحديات لوجستية والحاجة الملحة لمعالجة الأزمة الإنسانية التي تتكشف في غزة.