اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم، بالتفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا أمس في مدينة طرابلس ثاني أكبر مدن البلاد وحاضرة الشمال اللبناني، وذلك أثناء خروج المصلين من صلاة الجمعة مما أدى إلى مقتل العشرات وإصابة المئات، وحذرت من أن هذا التفجير يهدف إلى إشعال الفتنة في لبنان كلها، منوهة بردود فعل أهل مدينة طرابلس وقياداتها التي دعت إلى وأد الفتنة ورفضت فكرة الأمن الذاتي. وتباينت مواقف وتلميحات الصحف اللبنانية بشأن على من تقع مسئولية الحادث، فقد ألمحت صحيفة "المستقبل" إلى أن ما يحدث هو جزء مخطط لتدمير لبنان وإشعال الفتنة عبر ما يسمى مخطط سماحة المملوك، و"هو المخطط الذي اتهم فيه وزير لبناني سابق بإدخال متفجرات لداخل لبنان لصالح النظام السوري". وعن تفاصيل الانفجارين، أوضحت الصحيفة أنه قبل خروج المصلين بعد صلاة الجمعة، دوى صوت انفجار هز وسط مدينة طرابلس وأطرافها، تبين أنه استهدف جامع التقوى، وما هي إلا دقائق خمس حتى دوى انفجار ثانٍ تبين في ما بعد أنه وقع قرب مسجد السلام والمجاور للمبنى الذي يقطنه المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي. ووفقا للصحيفة، فإن مصدرا أمنيا بارزا أكد أن "الانفجارين حصلا بواسطة سيارتين مفخختين فجرتا بالطريقة نفسها"، مشيراً إلى أن "العبوتين تتساويان في الوزن وتقدّر كل منهما بمائة كيلوجرام من مادة تي أن تي". من جانبها، لفتت صحيفة "النهار"، إلى أن حصيلة الضحايا بلغت رقم قياسيا فاق حصيلة تفجير الضاحية الجنوبية وحتى أي حصيلة تفجير دموي مماثل منذ انتهاء الحرب الأهلية في لبنان بما فيه التفجير الذي أودى بحياة رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري إضافة إلى 22 قتيلا عام 2005. ورأت الصحيفة أن ما حدث يعد مخططا لتعميم الرعب وإيقاع الفتنة وإشاعة الفوضى وظواهر الأمن الذاتي في لبنان، لافتة إلى أن معالم هذا المخطط مكشوفة أولاً من خلال توقيت التفجيرين ومكانهما باستهدافهما أكبر عدد ممكن من المصلين بعد صلاة الجمعة. وأضافت أن التفجيرين استهدفا طرابلسالمدينة التي تضم اكبر تجمع سكاني سني بعد ثمانية أيام تماما من تفجير الرويس في الضاحية التي تضم أحد أكبر التجمعات السكانية الشيعية، وهو الأمر الذي رسم بوضوح معالم المخطط الإرهابي لإثارة فتنة مذهبية، مشيرة إلى أن توحد جميع القوى على التنبيه من الفتنة الزاحفة ولكن مع استمرار العجز السياسي عن تجاوز هذا الإجماع إلى عمل إنقاذي استثنائي. وأعربت الصحيفة عن الخشية من أن يكون ضرب طرابلس تحديداً أمس بهذه القسوة تمهيدا للعرقنة وإشعال الحريق اللبناني لصرف الأنظار الدولية والإقليمية عن مجزرة الغوطة الشرقية في سوريا وتداعياتها الواسعة.