قبل يومين في الندوة التي أقامها نادي الأدب بقصر ثقافة قنا برئاسة الدكتور سعيد الصادق بمناسبة مرور أربعين عاما على رحيل الشاعر الكبير أمل دنقل وتحدث فيها شقيقه أنس عن ذكريات الطفولة ورحلة أمل الشعرية وعلاقته ببعض الأدباء في عصره ودور يوسف السباعي في رعاية المبدعين وحكى عن شخصية أمل وتصوفه شابا وانخراطه في الطريقة البرهامية ثم ذهابه إلى القاهرة مع عبدالرحمن الأبنودي ويحيى الطاهر عبدالله وبداية مشواره الشعري القصير. و تحدث الدكتور سيد محمد علي عن أهم قضايا شعر أمل والتصوير البلاغي والتمكن اللغوي في شعره ؛وفي كلمة الدكتور محمد ابوالفضل بدران الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة طرح سؤالين: هل يجوز نشر أعمال الأديب التي لم ينشرها في حياته؟ وهل من حق الورثة حجْب هذه الأعمال عن القراء؟ ورأى أن مكانة الشاعر أمل قد ترسّختْ وأن ريادتُه في رحلة الشعر العربي باتت واضحة ولذا فإن نشر الأعمال التي كتبها في بداية شبابه ولم تُنشر في حياته أصبح واجبا لأن رحلة أمل الشعرية ومراحل تكوّن الموهبة والتفرد مرّت بخطوات لو أنها عُرفت ستكون مفيدة للنقاد والقراء كما أنها ستجلو غوامض فكره وتطوّر رؤاه الشعرية والنقدية، وهَبْ أن بها ضعفا فلن يؤثر على مكانته الراسخة لأنها بواكير عمله قبل أن يشتد عوده الشعري ولذا فإن نشر هذه القصائد والمسوَّدات جزء من تاريخه الشعري. وأضاف: حبذا لو أن النائب أنس شقيق الشاعر وهو الأديب والأستاذة عبلة الرويني زوج الشاعر وهي الإعلامية القديرة نشرا مسرحية شعرية كتبها الراحل الكبير وبعض القصائد التي لم تنشر من قبل وقيل إنها دواوين وهذا واجب عليهما وحق لنا جميعا؛ وروى الدكتور أبوالفضل بدران عما رآه من احتفاء الدول بتراث أدبائها وفنانيها ونشْر مسوّدات أعمالهم الأدبية واسكتشات و"شخبطات " فنانيهم الكبار في مراحل بداياتهم، ومتاحفهم التي شُيّدَتْ لتخليدهم؛ وقي نهاية كلمته حكى عندما كان طالبا زار الشاعر أمل مع القاضي إبراهيم رحمه الله وكيف استقبلهما في شقته بمصر الجديدة وكان قد تزوج من الأستاذة علبة الرويني وكيف صحّح لبدران بعض قصائده الشعرية وأثنى عليها ثم زاره في الغرفة رقم 8 في فترة العلاج وكان هذا آخر العهد به رحمه الله. شارك في الندوة الشعراء أحمد حسن مراد وأحمد الشباط من قوص وحمدي حسين "دشنا" ومحمد إبراهيم "نجع حمادى" ود.سعيد الصادق ومصطفى جوهر وأشرف ناجي وسند ابو معين "قنا" والأديب يحيى عرندس "قفط".
