طالب رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، تمام سلام، اليوم الجمعة، السلطات الرسمية (حكومة نجيب ميقاتي التي تسيّر الأمور لحين تشكيل حكومة جديدة) بضرورة التعامل ب"جدية وحزم" مع خاطفي الطيارين التركيين. وفي وقت سابق اليوم الجمعة، تبنّت مجموعة لبنانية تطلق على نفسها اسم "زوار الإمام الرضا" اختطاف طيار تركي ومساعده في طريق مطار رفيق الحريري الدولي بالعاصمة بيروت فجر اليوم. وطالبت المجموعة الخاطفة تركيا بالتدخل لدى إحدى جماعات المعارضة السورية لإطلاق سراح تسعة مختطفين لبنانيين في أعزاز، مقابل الإفراج عن الطيار ومساعده، بحسب تلفزيون "الجديد"، المحسوب على قوى 8 آذار (الموالية للنظام السوري وفي مقدمتها حزب الله". واستنكر سلام ، في بيان له اليوم الخميس وصل مراسل الأناضول نسخة منه، عمليات الخطف وحجز الحريات، وكل ما يؤدي الى مزيد من التوترات في لبنان، لافتًا إلى أن حادثة خطف الطيارين التركيين اليوم لا يمكن السكوت عنها لما فيها من إساءة إلى صورة لبنان وسمعته ويتعين على السلطات التعامل بجدية وحزم مع الخاطفين، داعيًا القوى السياسية إلى مساندة هذه الجهود بما لها من نفوذ، وما تستطيع القيام به من وساطات لإطلاق المختطفين. وأضاف سلام: "سبق واستنكرنا عملية خطف الزوار اللبنانيين في سوريا، وطالبنا باستمرار بذل الجهود المكثفة لإطلاقهم بالتعاون مع السلطات التركية، إلا أن حادثة الخطف هذه اليوم، لا يمكن السكوت عنها لما فيها من إساءة الى صورة لبنان وسمعته، وما يتهدد زواره في ضوء ما جرى". وبحسب البيان فإن سلام تابع مع وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال (التي يرأسها نجيب ميقاتي) مروان شربل حادثة الخطف واطلع منه على التحقيقات الجارية، والمحاولات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية لتعقب الفاعلين. وفي وقت سابق اليوم، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي إن "جميع الأجهزة الأمنية اللبنانية مستنفرة للبحث عن المخطوفين التركيين وإطلاق سراحهما". كما اعتبرت قوى 14 آذار اللبنانية (المعارضة للنظام السوري وفي مقدمتها تيار المستقبل) أن "حادثة اختطاف الطيار التركي ومساعده تعرض مطار بيروت لتصنيفه على لائحة المطارات الخطيرة" من قبل المنظمة الدولية للطيران المدني (ايكاو). وأضافت، في بيان لها اليوم الجمعة وصل مراسلة الأناضول نسخة منه، أن "الحادثة التي وقعت فجر اليوم تضرب ما تبقى من مصداقية الدولة اللبنانية في الحفاظ على أمن لبنان وعلاقاته مع الدول العربية والأجنبية". وكان قد تم الإفراج عن اثنين من المخطوفين اللبنانيين ال11 في سوريا بوساطة تركية، وهما حسين علي عمر، أواخر أغسطس الماضي، وعوض إبراهيم سبتمبر 2012، وذلك بعد خطفها يوم 22 مايو 2011 مع تسعة آخرين في منطقة أعزاز بسوريا خلال عودتهم من رحلة للمزارات الشيعية في إيران. ومذ ذلك الحين ينظم أهالي المخطوفين التسعة احتجاجات، وقطعو طريق المطار والطريق المؤدي إلى وزارة الداخلية أكثر من مرة للضغط من أجل معرفة مصير أبنائهم. كما نظموا وقفات وفعاليات احتجاجية عدة أمام السفارة التركية وسط بيروت، وأغلقوا مكاتب خطوط الطيران التركية مرارا، مطالبين السلطات التركية باستثمار علاقاتها مع المعارضة السورية لإطلاق سراح المخطوفين.