لماذا رمضان أعظم الشهور؟.. خطيب المسجد الحرام: بقى ثلثاه فاغتنموه ل10 أسباب

قال الشيخ الدكتور ياسر بن راشد الدوسري، إمام وخطيب المسجد الحرام، إنه في كلّ عامٍ يحطَّ رِحاله ضيف كريم، ويلقي بظلاله موسم عظيم، وهو رمضان بخيره العميم، مِنةً وفضلًا من الرحمن الرحيم.
لماذا رمضان أعظم الشهور
وأضاف " الدوسري" خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة: وكم تشرئِبّ الأعناق في كلِّ سنةٍ لإهلالِه، وتتُوقُ النفوس لأفضالِه، وتشتاقُ أفئدة الصالحين لنفَحَاتِه، فينصبون أبدانهم لله ابتغاءَ مرضاتِه.
وأوضح أن رمضان شهر القرآن، وشهر الإحسان، وشهر الرّضوان، تُفَتَّح فيه أبواب الجِنان، وتُغلَّق أبواب النِّيران، ويُصفَّد فيه كل شيْطان، إنه شهر الرحمة والغفران، مستشهدًا بما ورد عن أَبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفقٌ عَلَيْهِ.
وتابع: وما زالت رحَى الزمان تُدار، متقلِّبة بين ليلٍ ونهار، وعشيٍّ وإبكار، تتعاقب جرَّاءها الدُّهور والأعْصَار، عِبرة لمن تفكَّر، وتذكرة لمن تدبَّر، فقال الله تعالى: (وَهُوَ 0لَّذِي جَعَلَ 0لَّيۡلَ وَ0لنَّهَارَ خِلۡفَةٗ لِّمَنۡ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوۡ أَرَادَ شُكُورٗا).
أيامٌ يجبُ أن تُصَان
ونبه إلى أن هذه أيامٌ يجبُ أن تُصَان؛ لأنها كالتَّاجِ على رأسِ الزَّمان، منوهًا بأنه ها قد شارَف الثُّلُث الأول مِن شهرِكم على انقضائِه، والحصيفُ العاقِل مَن شدَّ العزْم في إدراكِه، فقد بقِيَ الثُّلُثَان ، لِمَن أرادَ المنافسَةَ في الجِنان، والترقيَ في مدارِج الرّضوان ، والفوزَ بمغفرةِ الرَّحمن، والعِتقَ من النِّيران.
ونصح قائلاً: فاغتنِمُوا ما تبقَّى من شهرِكم بأفعالِ الخير ، وأفرِدُوها عن الخطَايا لتكُون وحدها لا غيْر، وبادِرُوا بالأعمالِ الصالحةِ وتسابقُوا في السَّيْر، فيا لهناءِ من استغلَّ أيامه ولياليَه بالأعمالِ الصالحة، فجَدَّ وشَد، وبالصيام والقيام جسَده اشتَد، وبالصَّدَقات يده تمتَد، فنالَ الخيْر والسَّعْد.
وأفاد بأنه يالسعادةِ من عرَفَ فضْل زمانِه، ومحَا بدُمُوعه وخُضُوعه صحائِف عِصيانِه، وعظم خوفه ورجاؤه، فأقبل طائعًا تائبًا يرجُو عِتْق رقبَته وفكّ رِهانِه، مشيرًا إلى أنه من أعظم خصائص رمضان من بين سائِر الشهور، وأجْلَى شاماته على جبينِ الزَّمان على مَرِّ الدهور: هو ذلك الحدثُ العظيم، الذي به شرَّف الله هذا الشهر الكريم، ألا وهو نزول الذكر الحكيم.
واستشهد بما قال الله تعالى: (شَهۡرُ رَمَضَانَ 0لَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ 0لۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ 0لۡهُدَىٰ وَ0لۡفُرۡقَانِۚ)، وقد جاء البيان القرآني بأنه أُنزِل ليلًا، فقال تعالى: (إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ) ثم زاد الله البيانَ فعيّن تلك الليلة فقال: (إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ 0لۡقَدۡرِ )، فكان هذا التنزيل غايةً في البيان، وبراعةً في التِّبيان.