افتتحت الدكتورة نادية لطفي هلال رئيس مركز بحوث الأمان النووي والإشعاعي ندوة علمية هامة عن الأمان النووى والإشعاعى فى ظل التغيرات المناخية. وبدأت الندوة بتقديم من الدكتور مصطفى صادق منسق الندوة والذي قام بشرح فكرة الندوة والتي تشمل عرض أهم التحديات التي تواجه المنشآت النووية والإشعاعية في ظل التغيرات المناخية ومدى أهمية الموضوع، خاصة أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تولى اهتماما خاصاً بدور الأمان النووي في ظل التغيرات المناخية باعتبارها من أصعب التحديات التي تواجه البشرية في الوقت الحالي والتي أصبحت بعداً حاضراً في مختلف البرامج التنموية كما نوه بأن الوكالة قد عقدت عدة اجتماعات فنية عن هذا الموضوع كما أنها قد أصدرت عدة منشورات فنية من أهمها تقرير بعنوان العلوم النووية والتكنولوجيا لمجابهة التغيرات المناخية.
وعرض الدكتور علي اسلام رئيس الهيئة الأسبق تأثير التغيرات المناخية على تقييم المخاطر الطبيعية والبشرية لمواقع المنشآت النووية والإشعاعية، وعرض فيها أن التغيرات المناخية تؤثر بشكل حيوي على إمدادات الطاقة العالمية كما أنه خلال السنوات الثمانية الماضية إزدادت التأثيرات من التغيرات المناخية، كما شمل العرض استعراض أهم التأثيرات المتوقعة على مواقع المنشآت النووية والإشعاعية والتي تشمل على سبيل المثال مخاطر السيول، ارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها على أجهزة القياس وخاصة الرقمية، مخاطر الرياح الشديدة المحملة بالأتربة على الأجهزة والمواقع.
وتحدثت الدكتورة عصمت أمين عن تأثير التغيرات المناخية على تصميم وتشغيل المفاعلات النووية حيث تحدثت عن اعتبارات الأمان النووي في المفاعلات النووية والتي تشمل التحكم في نسبة الإشعاع، تقليل درجة الحرارة في قلب المفاعل، والتخلص من المخلفات المشعة، هذا وقد إضافت أن التغيرات المناخية قد أضافت بعداً أخر على هذه المحددات في تصميم وتشغيل المفاعلات النووية وأصبح من الضروري أخذها في الاعتبار وهي تشمل ضرورة تحليل جميع المخاطر وتأثيرها المباشر وغير المباشر، وكذلك تحديد مصادرها. وتابعت أن من أهم التحديات التي تواجه تصميم المفاعلات النووية هو ارتفاع درجات الحرارة والذي يؤثر على تقليل الكفاءة الحرارية لجميع محطات الطاقة ومنها المحطات النووية. كما عرضت أحدث تقرير دولي يرصد أن درجة حرارة الأرض سترتفع ما بين 0,3 درجة مئوية إلى 4,8 درجة مئوية حتى عام 2100. كما أوضحت بعض الاعتبارات التي يجب أخذها في الاعتبار لمجابهة التغيرات المناخية عند تصميم المفاعلات النووية الجديدة وكذلك للتعامل مع المفاعلات النووية القائمة أو التي تحت الإنشاء.
فيما قدم الدكتور كريم الأدهم رئيس مركز الأمان النووي الأسبق عرضاً عن تأثير التغيرات المناخية عن أمان دورة الوقود والتعامل مع المخلفات النووية حيث استعرض مراحل انتاج الوقود النووي بداية من الاستخراج بالمناجم حتى مرحلة انتاج الوقود النووي، كما استعرض أيضاً مراحل استخدام الوقود النووي بالمنشآت النووية حتى انتاج المخلفات النووية، كما قام بعرض أنواع المنشآت الخاصة بالتعامل مع المخلفات النووية والتي تشمل المدافن السطحية للمخلفات قليلة ومتوسطة الإشعاع، والمدافن العميقة للمخلفات عالية الإشعاع وأن تأثيرات التغيرات المناخية يجب أن تؤخذ في الأعتبار عند تصميمها خاصة تأثير ارتفاع درجات الحرارة وكذلك ارتفاع منسوب سطح البحار.
وقال الدكتور وليد زيدان وكيل شعبة الضمانات النووية أنه منذ عام 1970 وحتى تاريخه فقد قللت محطات الطاقة النووية كمية انبعاثات تقدر بحوالي 72 بليون طن من غاز ثاني اكسيد الكربون وذلك في حالة انتاج هذه الكمية من الطاقة من محطات الفحم ، كما عرض أنه في عام 2022 فأن محطات الطاقة النووية تنتج حوالي 2553 تيراوات من الكهرباء وفي نفس الوقت تقلل من انبعاثات تقدر بحوالي 2 بليون طن من غاز ثاني اكسيد الكربون. وأفاد بأن العالم يسعى لادماج الطاقة النووية باعتبارها من الطاقات النظيفة مع الطاقات المتجددة لانتاج الكهرباء والوصول بنسبة مشاركة مصادر الطاقات النظيفة لإنتاج الكهرباء إلى نسبة 80% في عام 2050 بدلاً من مصادر الوقود الأحفوري.
فيما أكد الدكتور شريف الجوهري دور التواصل المجتمعي للحد من التأثيرات المناخية بالمنشآت النووية حيث أستعرض التعريفات الهامة في مجال التغيرات المناخية والتي تشمل : تغير المناخ، ارتفاع الحرارة العالمي، كما أوضح بأن معظم الأبحاث العلمية تعتمد على لفظ التغيرات المناخية طبقاً لدراسة حديثة في هذا المجال. كما أستعرض أهم التغيرات المناخية التي تتعرض لها المنشآت النووية والإشعاعية وتشمل السيول، ارتفاع درجات الحرارة، البرودة الشديدة، الرياح العالية، ارتفاع منسوب مياه البحار، البرق، وحرائق الغابات. كما استعرض بيان عن أهم الحوادث التي حدثت في المنشآت النووية والإشعاعية على مستوى العالم منذ عام 2000 حيث تبين أن منها 78 حادثة كانت نتيجة التغيرات المناخية من إجمالي 137 حادثة مما يؤكد أهمية الأخذ بعين الاعتبار للتغيرات المناخية. كما اوضح أهمية التواصل المجتمعي للحد من تأثيرات التغيرات المناخية بالمنشآت النووية والإشعاعية خاصة استخدام وسائل التواصل المجتمعي الذي يعتبر أهم وسائل التواصل في الوقت الحالي. وقد استعرض كيفية التواصل المجتمعي في جميع المراحل والتي تشمل مرحلة عدم وجود حوادث نتيجة التغيرات المناخية ، مرحلة ما قبل الحادثة نتيجة التغيرات المناخية، مرحلة أثناء الحادثة، ومرحلة مابعد الحادثة.
كما استعرض الدكتور/ عادل محمد أحمد القوانين العالمية في مجال البيئة ومنها اتفاقية الأممالمتحدة الاطارية للتغيرات المناخية 1992 ، وكذلك نتائج مؤتمر المناخ الذي عقد بمدينة شرم الشيخ والذي خلص إلى إنشاء صندوق "للتعويض عن الخسائر والأضرار" لدعم الدول المتضررة من تغير المناخ وأن من أهم مكاسب هذا الصندوق إقرار الدول المتقدمة لأول مرة بمسؤولياتها التاريخية تجاه التغير المناخى، كما استعرض موافقة الحكومات المشاركة في المؤتمر على إنشاء «لجنة انتقالية»، لتقديم توصيات حول كيفية تفعيل آليات التمويل الجديدة، وتحديد المسؤولين عنها، ليتم في النهاية تفعيل عمل الصندوق في مؤتمر المناخ المقرر عقده العام المقبل بدولة الأمارات العربية المتحدة. كما قام بعمل مقارنة عن خصائص التشريعات والقوانين البيئية والقواسم المشتركة مع التشريعات والقوانين النووية.
فيما صرح الدكتور عمرو الحاج – رئيس هيئة الطاقة الذرية بأن هذه الندوة العلمية والخاصة بدور الأمان النووى والاشعاعى فى ظل التغيرات المناخية هي أحد الأنشطة العلمية الهامة للتواصل العلمي بين أعضاء هيئة التدريس لتبادل الخبرات وفتح آفاق بحثية جديدة في مجالات التعامل مع التغيرات المناخية خاصة في المنشآت النووية والإشعاعية. IMG-20230206-WA0025 IMG-20230206-WA0023 IMG-20230206-WA0024 IMG-20230206-WA0022 IMG-20230206-WA0021