قال الشيخ صفوت عمارة، من وعاظ الأزهر الشريف، إنَّ ميلاد النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم كان في مثل هذا الشهر العظيم، شهر ربيعٍ الأنور من كل عام هجري، على أرجح الأقوال وقت طلوع الفجر يوم الإثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، في عام الفيل، وفي السنة الثالثة والخمسين قبل الهجرة النبوية الشريفة، ويوافق ذلك العشرين أو الثاني والعشرين من شهر إبريل سنة 571 ميلاديًا. وتابع: هذه الذكرى العزيزة على نفوسنا جميعًا، وهي ذكري مولد النبي الأعظم، والرسول الأكرم كان الحدثُ العظيم، وُلِد النبي الذي وجده اليهود والنصارى مذكورًا عندهم في كُتبهم التوراة والإنجيل بإسمه ووصفه. وأضاف «صفوت عمارة»، خلال خطبة الجمعة اليوم، أنَّ حكم الاحتفاء والاحتفال بالمولد النبوي الشريف أمرٌ مشروعٌ ما لم يشتمل على ما يُنهى عنه شرعًا؛ بل يُعدُّ من تعظيم شعائر اللَّه، قال تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]؛ فكيف لا نحتفل بأفضل الخلق نفسًا، وأفضلهم نسبًا؟! الذي اصطفاه اللَّه تعالى من أشرف الأنساب وأكرمها، وقد حفظ اللَّه سبحانه هذا النسب الشريف جيلًا بعد جيلٍ، حتى جاء منه النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم هدايةً للعالمين، كما جاء بالحديث الشريف، عن واثلة بن الأسقع رضي اللَّه عنه، قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم «إنَّ اللَّه اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريشٍ بني هاشم، واصطفاني من بني هاشمٍ» [رواه مسلم]، وفي هذا الحديث يُبين النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أنَّ اللَّه اصطفى كنانة، وهو من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وصفوة الشيء خِيارُه وأفضلُه، واختار قريشًا من كنانة، واصطفى من قريشٍ بنى هاشمٍ، واصطفاه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم من بنى هاشمٍ. وأكد «صفوت عمارة» أنَّ نسب النبي إلى عدنان متفق عليه؛ فهو محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصيِّ بن كلاب بن مُرَّة بن كعب بن لُؤيِّ بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدِّ بن عدنان. وأشار «صفوت عمارة» إلى أن الاحتفاء والاحتفال بذكرى مولد النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يكون بشتى أفعال الخير، والتقرب إلى اللَّه تعالى بالصيام والعبادة، والاقتداء بصفاته الحميدة في جميع معاملاتنا، وذلك من خلال اتباع أقواله وأفعاله، والابتعاد عما نهى عنه، والتأدب بالآداب التي جاء بها في جميع الأوقات والأحوال، وأن نعيش على هديه، في جميع مجالات الحياة، والتوسعة على الأهل ونحو ذلك.