كارلوس لاتوف رسام كاريكاتير برازيلي من أصل عربي تبنى القضايا الثورية على مستوى العالم واشتهر بمساندته للقضية الفلسطينية ومناهضة العولمة ومناهضة الرأسمالية ومناهضة التدخلات العسكرية للولايات المتحدة فى بلدان العالم. وبالرغم من أن لاتوف كان يعمل لحسابه الخاص وغالبا ما ينشر رسوماته على المدونات الخاصة ومواقع الاعلام المستقل، فإن كثيرا من أعماله اختيرت للظهور فى مجلات عالمية مثل النسخة البرازيلية من جريدة "ماد" وفي جريدة "لوموند ديبلوماتيك" و"تورونتو ستار". وظهرت أعماله أيضا فى مواقع الإنترنت والعربية مثل الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع) مجلة، ومجلة "الأحرف السعودية"، وصحيفة الأخبار اللبنانية، وآخرين، علاوة على انتشار أعماله فى الآونة الأخيرة عن ثورات الربيع العربي، خاصة الثورة المصرية على مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك، تويتر) حيث أصبحت رسوماته الثورية تنتشر بسرعة البرق نظرا لما تحمله من قضايا وما تحتويه من رسائل يعجز عنها الكلام، فكثيرا ما تشاهد لوحاته ترفع فى ميدان التحرير والميادين الثورية بديلا عن الهتافات السياسية بهدف إرسال مضمونها إلى السلطات الحاكمة، فالرسام لم يترك تفصيلة من تفصيلات الثورة المصرية لم يعبر عنها من خلال صوره وكأنه يعيش وسط الأحداث. اعتبره الكثير من الثوار الرسام الأول والريشة المعبرة عن ثورتهم فأطلقو عليه لقب "رسام الثورة"، ودشن له معجبوه من نشطاء الثورة صفحة على "فيس بوك" باسم "رسام الثورة – carlos latuff - كارلوس لاتوف" وبلغ عدد أعضائها 53 ألف مستخدم، وتنشر الصفحة اعماله تباعا وتعلق عليها وتتناول تصريحاته عن الثورة المصررية وثورات الربيع العربي. وقد وجهت الصفحة فى نافذة المعلومات الخاصة بها تحية الى الرسام الثوري، فكتبت: "تحية إكبار للرسام البرازيلي كارلوس لاتوف رسام المقاومة والقضية والثورة". ولم تكن هذه الصفحة هى الوحيدة التى اهتمت بالرسام الثوري، فقد تعددت الصفحات التى جمعت محبيه ومعجبيه والمتذوقين لفنه وأعماله، الى الحد الذي طالب فيه بعض النشطاء بمنح الجنسية المصرية له ودشنوا صفحة من أجل ذلك سموها "نطالب بإعطاء كارلوس لاتوف الجنسية المصرية". لاتوف اعترف على نفسه بأنه شخصية مثيرة للجدل، وقال عن نفسه أيضا ردا على اتهامه بمعاداة السامية وتشبيهه برسامين نازيين: "رسومي لا تركز على اليهود أو على اليهودية، تركيزي هو على إسرائيل ككيان سياسي، كحكومة، على كون قواتها المسلحة قمرا صناعيا للمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، وتركز خاصة على السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، يحدث أن اليهود الإسرائيليين هم من يظلمون الفلسطينيين، إن الذين يحطون من قدري يقولون إن استخدام ماجن دافيد (نجمة إسرائيل) في رسومي المتعلقة بإسرائيل هو دليل لا يدحض على معاداة السامية، إلا أنه ليس خطأي إذا اختارت إسرائيل رمزًا مقدسًا ذا دوافع دينية كرمز قومي لها، مثل شمعدان الكنيست أو نجمة داود في آلات قتل مثل F - 16 طائرة". لاتوف أكد فى حوار لإحدى الصحف المصرية أنه سيتم اعتقاله اذا زار إحدى الدول العربية، معللا بأن الفنانين أو أصحاب الآراء يثيرون قلق الأنظمة الديكتاتورية، فتحاول تقييد حريتهم، حيث قال: "أعتقد أنه بمجرد وصولي إلى القاهرة سيتم اعتقالي، بسبب رسومي التي تنقد سياسات المجلس العسكري، فالأعمال الفنية تنشر المعرفة والوعي، وهو ما تحول الأنظمة الديكتاتورية دون حدوثه، ولا أعلم متى سأستطيع زيارة مصر، لكن يبقى شرف لي أن أضع رسومي في خدمة الثورة المصرية، كداعم لمبادئها، فهذه الثورة أعطتني درسًا في الطموح والإصرار على الحقوق، وسعادتي كبيرة عندما يختارني البعض كفنان مشارك في الثورة المصرية". وعن سؤاله عن مصدر معلوماته التى يكون من خلالها تفاصيل لوحاته، قال: "أنا على تواصل مع الناس من بلدان عديدة، من صحفيين ونشطاء وسياسيين في قلب الأحداث، يدعمونني بالأخبار فأتمكن من تكوين صورة واضحة لحقيقة الأوضاع في تلك المناطق، وتصبح رسومي سريعة، كرد فعل على الحقائق التي تصلني، وأنا أتلقى الأخبار من أشخاص ذوي مصداقية، ومدافعين عن حقوق الإنسان". وهذه بعض من أعمال كارلوس لاتوف عن الثورة المصرية.. كارلوس لاتوف