خرجت جموع الباكستانيين منذ الصباح الباكر، ليصطفوا في طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع كي يدلوا بأصواتهم من أجل مستقبلهم، بعد أن جاء فجر يوم 11 مايو الجارى الذي طال انتظاره وظن كثيرون أنه لن يكون، فى الوقت الذى توعدت فيه حركة طالبان الباكستانية المحظورة باستهداف الحملات الانتخابية للاحزاب التى تتبنى آراء علمانية وسلوكاً غير إسلامي. وتشهد باكستان اليوم الانتخابات البرلمانية العاشرة في تاريخها الذي يمتد 65 عامًا، وتوصف انتخابات اليوم بأنها انتخابات تاريخية، حيث ستمثل أول انتقال ديمقراطي للسلطة في تاريخ باكستان، وقد أتمت حكومة مدنية منتخبة فترة ولاية كاملة مدتها خمس سنوات، وستسلم السلطة إلى حكومة أخرى من خلال صناديق الاقتراع في بلد شهد ثلاثة انقلابات عسكرية وأربعة حكام عسكريين. وخرج الباكستانيون بأعداد كبيرة للإدلاء بأصواتهم ومن المنتظر أن تتجاوز نسبة الإقبال على التصويت النسب المسجلة في الانتخابات السابقة. وأدارت معظم الأحزاب السياسية حملاتها الانتخابية تحت التهديدات المستمرة من قبل المتشددين قبل أن يتم وقف هذه الحملات رسميا أمس الأول الخميس في تمام منتصف الليل. وتوعدت حركة طالبان الباكستانية المحظورة باستهداف الحملات الانتخابية لحزب الشعب الباكستاني وشريكيه في الحكومة الائتلافية المنتهية ولايتها، وهما حزب عوامي الوطني والحركة القومية المتحدة، الحركة القومية المتحدة وحزب عوامي الوطني،وهي الأحزاب التي قالت أنها تتبنى اراء علمانية وسلوكا غير إسلامي. وقد سقط نحو 120 قتيلاً وأكثر من 400 جريح في هجمات مستمرة من قبل متشددي طالبان منذ منتصف إبريل الماضي خلال فترة الحملة الانتخابية التي وصفت بأنها الأكثر دموية في تاريخ البلاد. وقال المتحدث باسم حركة طالبان الباكستانية إحسان الله إحسان، إنه "لاعلان الثورة على هذا النظام، وضعت الحركة عدة خطط ليوم 11 مايو، لذا نناشد الناس الابتعاد عن مراكز الاقتراع لإنقاذ حياتهم".