في مشهد مهيب شيع الآلاف من أهالي السويس شيخ المجاهدين قائد المقاومة الشعبية الشيخ حافظ سلامة الذي توفي عن عمر يناهز 95 عاما بعد وعكة صحية دخل على أثرها مستشفى الدمرداش منذ بداية شهر رمضان المبارك . في آخر حوار للشيخ حافظ سلامة مع عدسة صدي البلد سلط الضوء علي بداية انضمامه الي المقاومة الشعبية في السويس وقال الشيخ حافظ سلامة منذ الحرب العالمية الثانية وانا مولع بالجهاد خاصة في مصر وفي غيرها من البلاد العربية والاسلامية وقد أكرمني الله سبحانه وتعالي في مشاركتي مع المقاومة ضد المغتصب الأجنبي .
وتابع سلامة ما قبل الملك فاروق وفي عهد الملك فؤاد بدأت الجهاد في سبيل الله والوطن فكانت في الحرب العالمية الثانية التي كانت في مصر وبعض الدول العربية والأجنبية في عام 1942 الايطالي والالماني ضد الإنجليز المحتلين لمصر وكان هذا الاحتلال له صداه في مصر باكملها فتم تهجير أهالي السويس ومنطقة القنال إلي محافظات أخرى ولكن انا لم اهاجر مع اهلي وبقيت في السويس للمشاركة في المقاومة الشعبية ضد الاحتلال حين ذلك تعلمت كتير من هذه الحرب وافادتني بعد ذلك في مقاومة الاحتلال الأجنبي سواء في مصر أو غير مصر في مشاركتي في الجهاد في سبيل الله .
وأضاف الشيخ حافظ سلامة: كانت مصر محتلة من الجيش الإنجليزي وكان الجيش الإنجليزي موجودا في أغلب محافظات مصر ثم انتقل إلى مدن القنال فكيف نعيش في دولة محتلة بجيش أجنبي ونتركه فبدأنا في تكوين مجموعة من الشباب لمقاومة الاحتلال في السويس فكان كل يوم نقوم بهجمات علي المعسكرات البريطانية لتدميرها.
وأشار حافظ سلامة إلى أن الجندي المصري ليس بهزيل، الجندي المصري وقت الشدة بيظهر الجندي المصري الأصيل لذلك نحن نحتاج إلى أن نكون لنا إخلاص لبلادنا ويجب أن نفديها بارواحنا ودمائنا .
يذكر أن حضر الجنازة لفيف من محبيه من مختلف محافظات مصر وافترش المصلين الشوارع والحدائق المجاورة للمسجد للمشاركة في تشييع الجنازة.
كان الشيخ حافظ سلامة يعانى من عدم انتظام فى ضربات القلب و نسبة الاكسجين فى الدم وصلت الى 70% و تم نقله الى مستشفى إمبابة ثم مستشفى عين شمس التخصصى وأخيرا استقر بمستشفى الدمرداش بجوار مسجد النور بناءا على طلبه وتم دخول الشيخ حافظ سلامة إلى العناية المركزة بالمستشفى .
وخضع الشيخ حافظ سلامة لبرنامج علاجى مكثف بعد وضعه على جهاز للحفاظ على نسبة الاكسجين فى الدم .
يعد الشيخ حافظ سلامة رمز المقاومة الشعبية فى الوطن العربي خاصة فى حرب الاستنزاف وصمود السويس 100 يوم وكان احد أسباب عدم استسلام مدينة السويس الباسلة عقب الثغرة فى حرب أكتوبر 73 وصمود المدينة 100 يوم للحفاظ على الانتصار مع الجيش والشرطة .
وكان الشيخ حافظ سلامة يستعد قبل وفاته بأيام لإنهاء المرحلة الأولى من أكبر مدينة لرعاية الأيتام فى الوطن العربى على مساحة 30 ألف متر مربع بحى فيصل بتكلفة مالية 100 مليون جنيه .
وكان الشيخ حافظ يرأس جمعية الهداية الإسلامية ومدارس الفتية و أسس مسجد النور بالعباسية وكان يسعى لإنهاء مسجد ضخم بشبرا .
كان الشيخ حافظ سلامة له دور كبير في مقاومة الانجليز ومرورا بحرب الاستنزاف ثم قيادته للمقاومة الشعبية من داخل مسجد الشهداء والذي تحول لمركز لقيادة الحرب ضد الاحتلال الإسرائيلي ومخزن للذخيرة والسلاح ليزود بها ابطال المقاومة الشعبية.