أكد رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى أن الفتنة الطائفية تعد من أشد المخاطر التى تواجه المسلمين فى الوقت الحاضر، داعيا علماء الدين والمفكرين إلى محاربتها فكريا. وقال المالكى - فى كلمة له أمام المؤتمر الدولى الإسلامى للحوار والتقريب المنعقد فى العاصمة العراقية بغداد تحت عنوان (إنما المؤمنون أخوة) - "إن هذا المؤتمر يمثل فرصة تاريخية بسبب الأوضاع الصعبة التى مرت بها الأمة الإسلامية والخلافات التى تجاوزت المذاهب وذهبت إلى فلسفة ليس لها وجود ولاشك أنها من صنع الذين لا يريدون الخير لهذه الأمة الإسلامية". وأضاف "أن المطلوب من الجميع اليوم وليس لوحدنا التصدى لهذه الفتنة لأنها شر ورياح نتنة لا تحتاج إلى إجازة عبور فإذا ما اشتعلت فى منطقة اشتعلت فى الأخرى"، مؤكدا أنه مهما كانت عمليات التصدى بالقوة المسلحة فإنها لاتجدى نفعا لأن الفكر لا يقتل بالسلاح وإنما يقتل بالفكر. وأوضح أن دعوات التقريب والمراجع فى الدول إسلامية الأخرى لم تتمكن من مقاومة وإجهاض الدعوة للتميز المذهبى، وقال " إن أصواتا كثيرة خرجت لكن لم نتمكن من السيطرة على هذا المخطط الذى يهدف إلى إضعاف الأمة الإسلامية لكى يأكل بعضها بعضا". من جانبه، أكد رئيس التحالف الوطنى العراقى إبراهيم الجعفرى - خلال كلمة ألقاها فى المؤتمر - أن أخطر ما يهدد الوحدة الإسلامية هو انطلاق الدعوات التى تهدف إلى الفتنة والتفرقة من منابر الإسلام. وقال "إن الوحدة يجب أن تصان من قبل المسلمين وأن نتحمل مسئولية صيانتها والتصدى لكل من يهدف إلى تصديع الوحدة"، مشيرا إلى أن البدع التى تهدف إلى التفرقة وصلت لمنابر الإسلام وهذا أخطر حالات الفتنة التى تصل لها الأمة. وأضاف "أن المشتركات بين المذهبين السنى والشيعى كثيرة ولا نختلف على ثوابت الإسلام والمسلمات التى جاء بها الرسول الكريم ويجب أن يعلم العالم أجمع حقيقة هذا الأمر ونأمل أن يحقق المؤتمر مبتغاه فى تقوية وحدة الصف ونبذ الفتنة الطائفية".