تعد محطة رصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي التابعة للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية والتي افتتحها الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي، يوم الأحد الماضي، هي المحطة المعنية برصد حركة الأقمار الصناعية فى مدارات مختلفة، وكذلك رصد حركة المخلفات الفضائية التي يمكن أن تؤثر على حركة الأقمار الصناعية . ويوجد بالمحطة تلسكوب بصري بقطر 11 بوصة (28 سم) ملحق به كاميرا عالية الحساسية مزدوجة الشحن (CCD) ويبلغ مجال الرؤية للنظام ما يقرب من 8 درجات مربعة (3.4 × 2.3 درجة)، إضافة إلى وجود قبة فلكية بقطر 3 متر تفتح كاملة بالنظام الأوتوماتيك بمحاذاة أفق الراصد مما تسهل عملية الرصد والتتبع السريع للأجسام منخفضة الارتفاع. وتقع المحطة داخل حرم مرصد القطامية الفلكي الذي تم البدء فى تشغيله عام 1954، والذي يعتبر واحدًا من أكبر المراصد الفلكية في شمال إفريقيا والوطن العربي بمرآة قطرها 74 بوصة، والذي مازال يعمل ويساهم باكتشافات عالمية. ويعد الهدف الرئيسي من إنشاء هذه المحطة هو إعطاء المجتمع العلمي المعلومات اللازمة حول حالة البيئة الفضائية المحيطة بالأقمار الصناعية العاملة في مختلف الارتفاعات، وتقديم أحدث البيانات لكل جسم تم اكتشافه حديثًا بما في ذلك المعلومات المدارية والقدر النجمي. ويمكن استخدام هذه البيانات فى تطوير نماذج رياضية لدراسة التطور المداري طويل الأمد المحتمل لهذه الأجسام، وكذلك احتمالية تصادم هذه الأجسام مع الأقمار الصناعية العاملة، مما يتيح للجهات المالكة للأقمار الصناعية استخدام هذه البيانات من أجل الحصول على نماذج دقيقة للتنبؤ بحركة القمر وتقييم المخاطر المحيطة به. فوزارة البحث العلمي جزء منها بحثي والآخر خدمي لرصد الظواهر الفلكية المختلفة ومتابعة الأقمار الصناعية في مداراتها، وكذلك إمكانية التواصل مع المتخصصين لتغيير مدار القمر الصناعي عند وجود مخلفات فضائية يمكن أن تؤثر عليه. كما تم إنشاء وكالة الفضاء المصرية واستضافة وكالة الفضاء الأفريقية، فضلا عن إنشاء مدينة الفضاء المصرية والتي تتبنى مشروعا ضخما وهو مركز تجميع وتصميم الأقمار الصناعية. كما أن التوسع فى إنشاء المراكز المتخصصة فى علوم تكنولوجيا الفضاء والفلك يحقق لمصر ريادة كبيرة يجعلها تتعاون مع العديد من المؤسسات العالمية العاملة فى تلك التخصصات كتعاون مصر مع وكالات الفضاء الأوروبية والصينية واليابانية. وأوضح الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، أن المعهد قام بإنشاء محطة الرصد الكهروبصرى للأقمار الصناعية والحطام الفضائي بالقطامية، وذلك في إطار المهام القومية المكلف بها معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية ضمن مهامه البحثية، كما تم توريد وتركيب الأجهزة، والبدء فى التشغيل التجريبى للمحطة وتتبع معمل أبحاث الفضاء، قسم أبحاث الشمس. وكان المعهد القومي للبحوث الفلكية بدأ مراحل إرصاد ومراقبة الأقمار الصناعية والأجسام الفضائية بدءا من عام 1957 بعد إطلاق أول مركبة فضائية بواسطة الاتحاد السوفيتي، من خلال استخدام المناظير البصرية، والتي تطورت إلى كاميرات ذات دقة أعلى مثل "سبوتنيك، نافا، أفو" وصولا إلى تقنية الليزر عام 1974، ومازال المعهد مستمرا في تطوير إمكانياته البحثية لمواكبة التطور في رصد الأجسام الفضائية والأقمار الصناعية، إضافة إلى الحطام الفضائي.