تحفة كلاسيكية يعود عمرها إلى خمسينيات القرن الماضي، تسير على طرق القاهرة، عندما تراها تشعر وكأنك ذهبت عبر آلة الزمن لحقبة مفعمة بالفن و الرقي في شوارع المحروسة، إنها السيارة مرسيدس بونتون موديل عام 1960، و التى يقتنيها شاب ثلاثيني بملامحه الرزينة وأناقته الكلاسيكية، ليؤكد لك مدى اهتمامه بنجمته العريقة "مرسيدس". بدأت مرسيدس بنز في صناعة أسطورتها العتيقة السيارة بونتون لأول مرة في العام 1954، لتتضمن طرازات مختلفة منها السيدان والكوبيه والكابورليه لتحدث بها طفرة في عالم السيارات، حيث زودت هذه السيارة بمحرك سعة ما يقرب من 2000 سي سي متصل بناقل حركة يدوي مكون من 4 سرعات، يستطيع أن يولد طاقة قدرها 55 حصانا. وصارت السيارة مرسيدس بونتون من التحف النادرة في هذا الوقت، حيث هناك أعداد قليلة ممن يمتلكون هذه السيارة، ومن بينهم المهندس مينا مايكل والذي ذهبنا للتحدث معه عن سر امتلاكه لهذه الأسطورة فأكد لنا على عشقه للسيارات الكلاسيكية العتيقة. وخلال حديثه إلينا قال "مينا" : إن السيارة هي مرسيدس 180 موديل عام 1960، وهي وليدة عامي 1960 إلى 1961 وتتميز هذه الفئة من السيارات بندرة أجزائها ومكوناتها مثل المقابض وخشب الأبنوس المستخدم في مقصورتها الداخلية وكذلك الكماليات الخاصة بها. وأضاف "مينا مايكل" ان هذه الفئة من السيارات المرسيدس تتميز بأن جميع "النواكل" الموجودة بها أصلية، والتي تعطيها فخامة أكثر حيث يتكون مقود الحركة وناقل الحركة من العاج الخالص، وتحتوي المقصورة الداخلية الخاصة بها على خشب الأبنوس مطعم مع زرائر من "الباك لايت"، والتي لم تعد موجودة في وقتنا الحالي. وأكد " مينا " أن السيارة مرسيدس بونتون التي يمتلكها احتوت على كماليات موجودة بها منذ نشأتها مثل الراديو المتواجد فيها والنواكل الخارجية، بينما حصلت ماسحات المياه الخاصة بها على مضخات توجد عند القدم، حيث يتم الضغط عليها عند الحاجة، مشيرًا إلى أنه من أحد أهم عوامل نجاح هذه الفئة من سيارات مرسيدس هو توافر قطع غيارها في السوق وأيضًا سهولة صيانتها. جدير بالذكر أن السيارة مرسيدس بونتون ما زالت تباع حتى هذه اللحظة لهواة التحف و النوادر، بسعر يبدأ من 43 ألف يورو، ما يعادل أكثر من 805 آلاف جنيه مصري، بحسب موقع reezocar العالمي. جدير بالذكر أن نفس نوع السيارة ظهر فى فيلم "غبي منه فيه"، والذى كان من بطولة كل من الفنان هاني رمزي، طلعت زكريا، حسن حسني، سعيد طرابيك، سامي مغاوري والفنانة نيللي كريم، ومن تأليف أحمد عبدالله وإخراج رامي إمام، و تم عرضه بالسينمات لأول مرة فى عام 2004 منذ أكثر من 20 عامًا، وحقق نجاحًا ضخمًا بأرقام إيرادات كبيرة.