دافعت قطر، اليوم "الثلاثاء"، عن سياستها الخاصة بدعم الثورات في العالم العربي، غير أنها نفت أن يكون هدفها هو دفع الإخوان المسلمين إلى السلطة في مصر أو ليبيا، ورفضت الانتقادات الموجة إليها بأنها تسعى لزعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط من خلال دعم المعارضين في سوريا أو الاخوان المسلمين. وقال رئيس الوزراء القطرى، حمد بن جاسم آل ثاني، في مؤتمر صحفي مشترك، بعد لقاء مع المستشارة الألمانية، انجيلا ميركل في برلين، إن بلاده تعي تماما ما تفعله، وانها تدافع فقط عن ارادة الشعوب، ولا تتدخل في حكم البلدان. وتسبب تأييد قطر الغنية بالغاز للانتفاضة الليبية وفي الأونة الأخيرة لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس المصري محمد مرسي في إثارة مخاوف حتى في دول قريبة مثل الامارات العربية المتحدة حيث جماعة الاخوان محظورة وتم الربط بين الجماعة وبين مؤامرة انقلاب هذا العام. وقال الشيخ حمد انه يعلم بالطبع مثلما يعلم الالمان ان دولا مجاورة أو بعض الاشقاء وجهوا هذه الاتهامات الى قطر. وأضاف انه توجد كثير من الشائعات وان العبرة بالافعال. وأوضح أنهم لم يضعوا جماعة الإخوان في السلطة، مضيفاً أنهم بدأوا في دعم مصر قبل ان يأتي الاخوان للسلطة ثم بعد التغيير قدموا الدعم المالي والسياسي. وأكد أن تقدم الإسلاميين في تونس ومصر وليبيا، نتيجة انتخابات حرة وليس من فعل قطر، موضحا أن بلاده تدعم المعارضة السورية، بعدما شعرت قطر بالغضب من رفض الرئيس بشار الأسد إحداث التغيير. وقال بن جاسم إن الاسد ليس على صواب تماماً، مشيراً إلى أن قطر حاولت اقناع دمشق في بداية الانتفاضة بالتفكير في اجراء إصلاحات لكنها لقيت عقبات من جانب الاسد اعتقادا بأنه يمكن ان يكون هناك حل عسكري فقط. وأكد أن هدفهم هو مساعدة الشعب السوري في تحقيق رغباته وطموحاته مضيفا ان ميركل عبرت عن هذا الرأي في مباحثاتهما المفصلة بشأن الصراع المستمر منذ عامين والذي تقول الاممالمتحدة انه قتل فيه 70 الف شخص. وقالت ميركل إنها ناقشت مع المسؤول القطري حلولا محتملة للصراع السوري، مضيفة أن ألمانيا لن تزود المعارضة السورية بالاسلحة، ولكنها لن تعرقل المحادثات في الاتحاد الأوروبي بشأن مثل تلك المساعدة. وأضافت: "إذا كانت ستجرى محادثات اخرى، فان ألمانيا ترغب في إجراء مثل تلك المحاثات، بدون الخروج عن موقفنا، وهو اننا لن نستطيع تقديم أسلحة". وأكدت ميركل: "نحن مقتنعون أن الأسد فقد شرعيته، وهذا كله يدور حول دعم رغبات الشعب السوري، وبالتالي دعم القوى السلمية للمعارضة". وأشادت المستشارة الألمانية، بالدعم المالي القطري لمصر منذ الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك. وقالت: "نريد ان تسير مصر على مسار اقتصادي صحيح"، مضيفة: "أود ان اشكر قطر على التزاماتها المتعددة".