يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي، جو بايدن، اليوم الخميس، للمناظرة الأخيرة في ناشفيل بولاية تينيسي، حيث تعد آخر فرصة لهما لجذب الأصوات وتغيير مسار حملاتهما الانتخابية، وحسبما قال المؤرخ الرئاسي مايكل بيشلوس: "القاعدة تقول إن المناظرات الأخيرة قبل الانتخابات لها تأثير كبير". وينتاب عدد كبير القلق والخوف من خسارة ترامب البيت الأبيض، لذلك حث بعض المستشارين، الرئيس على استبدال سلوكه العدواني الذي استخدمه في المناظرة الأولى بأسلوب بسيط يضع بايدن بشكل مباشر في دائرة الضوء وتحت المقصلة. لكن من غير الواضح ما إذا كان الرئيس سيستمع لتلك النصائح أما لا، فيما يتوقع منافسه بايدن الذي ابتعد عن أنشطة حملاته لصالح الإعداد للمناظرة الأخيرة أن يظهر ترامب شخصيته بكل قوة، حيث يرى أن نهجه هو في الأساس يعتمد على محاولة صرف الانتباه عن فيروس كورونا وتداعياته الاقتصادية والأزمات الأخرى. ولا يوجد شيء يدل على أن الفوضى والمشاداة التي شهدتها المناظرة الأولى، لن تكون موجودة اليوم، برغم أنه سيتم قطع ميكروفون المرشح الذي ليس عليه الدور في الكلام، وذلك لتجنب أي تصعيد أو هجوم من الطرف الأخر. وحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، يعتقد ترامب، الذي عاد بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة من حملة 2016، أنه يستطيع فعل ذلك مرة أخرى باستخدام سلطته الرئاسية لمهاجمة خصمه بايدن. وكان ترامب طالب في وقت سابق، المدعي العام ويليام بار، بفتح تحقيق بشأن مزاعم فساد خاصة ببايدن، ونجله هانتر، داعيا وزارة العدل إلى التشويش على خصمه السياسي والتخلي عن مقاومتها وابتعادها عن المشاركة في الانتخابات. وذكرت الوكالة، أن بايدن يمكن أن يتوقع أيضًا أسئلة حول تعليقاته في مقابلة مع شبكة "سي بي إس"، والتي بثت يوم الخميس الماضي، خاصة بشأن توسيع المحكمة العليا وإضافة أعضاء جدد كجزء من لجنة يخطط لتأسيسها للنظر في إصلاحات المحاكم في حال انتخابه. من جانبه، روج ترامب لتقرير مزعوم في "نيويورك بوست" نُشر الأسبوع الماضي يستشهد برسالة بريد إلكتروني شكر فيها مسؤول من شركة الغاز الأوكرانية "بريزما"، هانتر بايدن، الذي خدم في مجلس إدارتها، لترتيبه مقابلة مع والده جو خلال زيارة في عام 2015 لواشنطن. ورفضت حملة بايدن مزاعم ترامب على ارتكاب مخالفات، مشيرة إلى أن أجندة المرشح الديمقراطي لم تظهر أي لقاءات مع مسؤول بريزما. وقال بعض مسؤولي الأمن القومي السابقين وخبراء آخرين إن هذه الواقعة أثارت العديد من الخطوط الحمراء بشأن جهود تضليل أجنبية محتملة، لا سيما بالنظر إلى مشاركة رودي جولياني، المحامي الشخصي لترامب، ودوره النشط في الترويج لرواية مناهضة لبايدن بشأن أوكرانيا. وكان هجمات ترامب على عائلة بايدن بلا هوادة، بما في ذلك مساعيه لجعل أوكرانيا تحقق مع بايدن، والتي قادت إلى مساءلته، وحسب الوكالة فإن ما يفعله الرئيس يعتبر جزءا من جهد حازم، لكنه فشل حتى الآن، في زيادة عيوب خصمه، كما فعل مع هيلاري كلينتون قبل أربع سنوات. وقال مساعدون إن بايدن سيدافع عن سجله ونجله، إلا أنه يأمل في التركيز على إثبات أن ترامب غير لائق للمنصب ويخذل الأمة أثناء سقوطها في الأزمات. وسبق أن ذكرت زميلته في الانتخابات، السيناتور كامالا هاريس، المرشحة لمنصب نائب الرئيس، أن بايدن يعلم أن الناس يريدون أن يسمعوا كيف سيساعد العائلات العاملة على اجتياز نهاية الشهر ودفع الإيجار.. هذا ما يهتم به الناس". ويخشى الجمهوريون من مناظرة اليوم، وحث مساعدون ترامب، على التحلي ببعض ضبط النفس هذه المرة، مما يسمح لبايدن بالتحدث أكثر وإسقاع نفسه في زلات لفظية وهفوات، لكن الرئيس لم يقدم أي وعود بشأن الالتزام بذلك. جدير بالذكر، أن المناظرة ستقسم إلى ستة أجزاء مدتها 15 دقيقة. سيكون لكل مرشح دقيقتان من الوقت دون انقطاع في بداية كل فقرة. وستدير الصحفية كريستين ويلكر من شبكة "ان بي سي نيوز" المناظرة، فيما حددت المواضيع النقاش وهي فيروس كورونا، والعائلات الأمريكية، العرق في أمريكا، تغير المناخ، الأمن القومي، والقيادة.
