الصحيح من أقوال أهل العلم صحة إمامة الصبي للبالغين -رجالًا كانوا أو نساء- ولا إعادة عليهم، بشرط أن يكون ممن يحسن الصلاة، وذهب جمهور الفقهاء إلى عدم صحة إمامة المميز للبالغ في صلاة الفرض، وصحتها في صلاة النفل؛ لأن الفرض في حق الصبي نافلة، أما الشافعية فيرون صحة إمامة المميز للبالغ في الفرض والنفل على السواء؛ لما ورد في حديث عمرو بن سلمة رضي الله تعالى عنه: أنه كان يؤم قومه على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو "ابْنُ سِتِّ أَوْ سَبْعِ سِنِينَ" رواه البخاري في "صحيحه"، وهو ما نميل إلى القول به. وأوضح مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، حكم إمامة الصبي المميِّز في صلاة الفرض والنفل مؤكدًا أن الصلاة محل خلاف بين الفقهاء. وأضاف في إجابته عن سؤال: «هل البلوغ شرط لإمامة المصلين؟»: أولًا: إمامة الصبي في صلاة الفرض: ذهب الحنفية، والمالكية، والحنابلة إلى أن إمامة الصبي المميِّز للبالغ في الفرض لا تصح؛ لأن الإمامة حال كمال، والصبي ليس من أهل الكمال؛ ولأنه قد يحدث منه ما يخل بشرط من شرائط الصلاة. وأشار إلى أن الشافعية والحسن البصري، وإسحاق، وابن المنذر يرون أن إمامته للبالغ صحيحة؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم:«يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ».[رواه مسلم]، ولما روي من أن بعض الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يؤمون أقوامهم وهم دون سن البلوغ؛ فقد ثبت أن عمرو بن سلمة كان يؤم قومه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ست أو سبع سنين. [رواه البخاري]. وتابع ثانيًا: إمامة الصبي في صلاة النفل، لافتًا إلى أن جمهور الفقهاء على صحة إمامة الصبي في صلاة النافلة؛ لأن النافلة يدخلها التخفيف، لكن المختار عند الحنفية، والمشهور عند المالكية، وهو رواية عند الحنابلة: أن إمامته في النفل لا تجوز كإمامته في الفرض. وأفاد بأنه بناءً على ذلك، تصح إمامة الصبي في النافلة على مذهب الجمهور إذا كان متقنًا لقراءة القرآن عالمًا بما تصح به الصلاة من أحكام، لا سيما إن لم يوجد مَن هو أقرأَ منه، أما في الفريضة فلا تصح. حكم إمامة الصبي المميز للمصلين لفت الشيخ محمد عبدالسميع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إلى أن الصبي المتميز وإن لم يبلغ الحلم يجوز إمامة الناس لأنه متميز حافظ للقرآن. وأضاف أمين الفتوى خلال البث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء الرسمية، أنه ينبغي أن تتوافر في الإمام شروط، منها أن يحسن قراءة القرآن ولا يلحن فيها لحنا جليا بمعنى لا يخطئ في القراءة خطأ يغير المعنى. وواصل: يجب أن يكون عالما بأحكام الصلاة، وأن يكون عارفا بالصلاة، السلامة من الأعذار سواء سلس البول أو غيره وينبغي أن يكون معافًا. صفات من يتولى إمامة المصلين ألمح الدكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إلى أنه ينبغي على من يكون إمام أن يكون فقهيًا عالما يجيد قراءة القرآن الكريم، وفصل الفقهاء من صفات الإمام فقالوا إن هناك شروطا لابد من توافرها وهى 3 شروط الإسلام والعقل والذكورة. وأضاف عبدالسميع، فى إجابته عن سؤال «الصفات التى ينبغى أن تتوافر فى الإمام؟»، أنه لا يصلح أن يؤم الناس رجل غير مسلم ولا مجنون غير عاقل، ولا يصلح أن تؤم المرأة الرجال، واختلف الفقهاء فى بعض شروط منها البلوغ فجمهور الفقهاء يرون أنه لابد أن يكون الإمام بالغًا وبالتالى من لم يصل إلى سن البلوغ الشرعى فلا تجوز إمامته لغيره، خلف فى هذا فقهاء الشافعية فرأوا أن الإمام المتميز ولو لم يكن قد بلغ إلا أنه يجوز ان يؤم الناس بناء على أنه صار متميزا حافظا للقران كذلك من شروط إختيار الإمام أن يحسن قراءة القرآن وسورة الفاتحة بالأساس. وتابع: "وهناك شروط أخرى ذكرها الفقهاء من أهمها أن يكون عالما بأحكام الصلاة والسلامة من الأعذار وسلامة الأعضاء". هل البلوغ شرط في الإمامة أرسل شخص سؤالا إلى الشيخ أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه لا يشترط في إمامة المصلين ان يكون الإمام بالغا، ولكن يشترط أن يكون قادرا على التمييز بين الصحيح والخطأ وما هو ثوابه أكثر ومبطلات الصلاة وسننها. وأضاف أمين الفتوى خلال البث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء ، يسأل "هل يشترط البلوغ في إمامة المصلين؟، يستحب أن ندرب أبناءنا على الإمامة ولكن بعد ان يكونوا قد علموا بأركانها وسننها وأيقنوا جيدا وهنا لا يشترط البلوغ فقد نجد طفل عمره 9 سنوات أو 10 سنوات يحفظ القرآن كاملا ويصلي جيدا. وتابع: "الدفع بالأبناء في إمامة والده بالمنزل يعطيه الثقة بالنفس وينمي بداخله حب الصلاة والطاعة، وينعكس ذلك على شخصيته في المستقبل فقد يصبح قائدا ماهرا". قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «صَلاة الرَّجُل في جماعةٍ تَضْعُفُ على صلاته في بيته وفي سُوقِهِ خمسًا وعشرين ضِعْفًا؛ وذلك أنَّه إذا توضَّأ فأحسنَ الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لا يُخْرِجه إلاَّ الصلاة، لم يَخْطُ خطوةً إلاَّ رُفِعَتْ له بها درجة، وحُطَّ عنه بها خطيئة، فإذا صلَّى لَم تزَل الملائكة تُصلِّي عليه ما دام في مُصلاَّه، تقول: "اللَّهم صلِّ عليه، اللَّهم ارحمه"، - وفي رواية: «ما لم يُحْدِث فيه، ما لم يُؤْذِ فيه» - ولا يزال أحدكم في صلاةٍ ما انتظرَ الصلاة» «يعني أنه عند جلوسه بين الأذان والإقامة منتظرًا الصلاة، وكذلك إذا جلس بعد صلاة المغرب في المسجد منتظرًا صلاة العشاء فإنه يكون له نفس أجر الصلاة طالما أنه منتظرًا الصلاة». فضل الصلاة في وقتها أداء الصلاة له فضلٌ عظيمٌ، ومن فضل الصلاة في وقتها ما يأتي: 1- نورٌ للمسلم يوم القيامة، إضافةً إلى أنّها نورٌ له في حياته الدنيا. 2- محو الخطايا وتطهير النفس من الذنوب والآثام، وتكفير السيئات؛ فبالصلاة يغفر الله – تعالى- ذنوب عبده بينها وبين الصلاة التي تليها، وكذلك تُكفّر ما قبلها من الذنوب. 3- أفضل الأعمال بعد شهادة ألّا إله إلّا الله، وأنّ محمدًا رسول الله. 4- يرفع الله تعالى بالصلاة درجات عبده. 5- تُدخل الصلاة المسلم الجنّة، برفقة الرسول - صلّى الله عليه وسلّم-. 6- عدّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- انتظار الصلاة رباطًا في سبيل الله تعالى. 7- سبب في استقامة العبد على أوامر الله تعالى، حيث تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر؛ قال اللَّه – تعالى-: «وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ». 8- أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة. 9- يُعدّ المسلم في صلاةٍ حتى يرجع إذا تطهّر، وخرج إليها. 10- يُعدّ المُصلّي في صلاةٍ ما دامت الصلاة تحبسه، وتبقى الملائكة تُصلّي عليه حتى يفرغ من مُصلّاه. خطوات عملية للالتزام بالصلاة والمحافظة عليها يجب على المسلم الحرص على أداء الصلاة في وقتها وعدم تركها أبدًا، وفي ما يأتي بعض الأمور والنصائح التي قد تساعد على ذلك: 1- التوبة إلى الله -سبحانه وتعالى- عمّا مضى من ترك الصلاة أو التقصير فيها، فيتوضأ الإنسان ويصلّي ركعتين ينوي بهما التوبة عن تقصيره في الصلاة، وذلك ليستعين بالله -عز وجل- على مرحلة جديدة من المحافظة على الصلاة في حياته. 2- بذل الوقت في التفكّر في عظيم خلق الله –تعالى- وقدرته واستحقاقه للعبادة والمحبة، وكذلك التفكّر في الموت، واستحضار أنّ الإنسان قد يموت في أيّ وقت دون داء أو كبر، وكيف يكون حاله إذا لقي الله ولم يُؤدِّ فرضه. 3- مصاحبة الصالحين المُحافظين على الصلاة الحريصين على أدائها في وقتها، فذلك يشجّع الإنسان على الصلاة. 4- دوام ذكر الله عزّ وجل والإكثار من القرآن الكريم ومن الطاعات بشكل عامّ، فهي تشرح صدر الإنسان للصلاة. 5- المبادرة إلى الصلاة مباشرة عند سماع الأذان، فيترك الإنسان كل ما يشغله ويتوجه إلى الصلاة. 6- ترك المعاصي واجتناب المنكرات التي تورث قسوة القلب والبعد عن الله -سبحانه وتعالى-. 7- الاستعانة بالبرامج والتطبيقات الحديثة التي تُذكّر الإنسان بموعد الصلاة ووقتها وتُنبّهه لها. اقرأ أيضًا: هل صلاة العصر لها سنة قبلية؟.. تعرف على آراء الفقهاء