قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن قدس الاقداس كان لا يدخله إلا فرعون والكائن الأعظم، وهو يعني السر الكبير الذي يُمنع معرفته عن عموم الناس، لافتًا إلى أن علماء المصريات بحثوا في هذا الأمر، وجاء رأي بأنه التوحيد. وأضاف « جمعة» خلال برنامجه « مصر أرض الأنبياء»، مع الإعلامي عمرو خليل، على قناة مصر الأولى، اليوم السبت، أنه بناء على هذا يكون فرعون عالم بوجود إله ومؤمن به، وعارف أنه الرزاق المحيي المميت، وهذا يتعلمه في قدس الأقداس الذي يدخله مرة على الأقل في السنة. وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن فرعون فعل ذلك لكي لا يلجأ الشعب إلا إليه ويتمكن من السيطرة عليه، مؤكدًا: المصريون كانوا لا يعبدون الحاكم، ولكن كانوا لا يعرفون حقيقة الأمر، فكان يتم الإخبار عنه بأنه سر غامض، وهذا كان لا يشغل العوام وقتها، فقرروا التصديق بما يقوله الكهنة. وأشار المفتي السابق أن موسى عندما عاد ورجع كانت هيئته تغيرت، فتوجد قرائن تدل أنه موسى ولكن ليسوا متأكدين، وهو في ذلك الوقت صدر عليه حكم بالإعدام لقتله المصرى، وعلى الرغم من ذلك كان لا يخشي الاقتراب من قصر فرعون لاختراق هذا الحصار. وألمح أن تحدى موسى - عليه السلام- لفرعون في الحادثة الشهيرة لابد وأنه كان في منطقة واسعة مما نسميه الآن الوجه البحري وجزءا من بدايات الصعيد، لأن الصف وميت رهينة وهي منف القديمة وفيها كان قصر فرعون الذي قال بأن مصر جميعًا له والأنهار من تحته، وهذا يعني أنه كان يتنقل في أكثر من مكان. ونبّه الدكتور على جمعة، في بداية الحلقة أن جدية موسى - عليه السلام- جعلته يتصف بصفات كثيرة منها صفة التحدى، فتحدى فرعون في قوته وسطوته وملكه وجبروته، كما تحدى السحرة عندما جمعهم فرعون واستعان بعلمائهم وخبرائهم فاستعان موسى بالله، وتحدى قارون عندما كان في سطوته ونفوذه وماله ورجاله ودعا الله عليه فاستجاب له وخسف بقارون وبداره الأرض. اقرأ أيضاً/ علي جمعة: فرعون انتشرت عنه هذه الشائعة وأيدها أمر واحد وذكر في الحلقة السابقة، أن سيدنا موسى - عليه السلام- هرب ولم يدافع عن نفسه من تهمة القتل، رغم أنه لم يقصد إلا الدفاع عن شخص مستضعف، خشية أن يتحول الموضوع إلى نزاع بين المصريين وبني إسرائيل، فيما يشبه الجريمة السياسية الجنائية الآن. وواصل « جمعة» خلال برنامجه « مصر أرض الأنبياء»، مع الإعلامي عمرو خليل، على قناة مصر الأولى، اليوم الجمعة، أنه لو كان القتل وقع بين أبناء بني إسرائيل كان يمكن له أن يبرر، وكذا لو وقع بين مصري ومصري؛ لذا كان لابد له من الهرب بالخروج من مصر. وأردف عضو هيئة كبار العلماء أنه لم يفعل ذلك إلا لما أخبره مؤمن من آل فرعون أن هناك مؤامرة تحاك ضده، لافتًا: كان في دوائر متخدي القرار حينها. واستدل المفتي السابق بقوله - تعالى-: « وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ»، ( سورة القصص: الآية 20). ولفت إلى أن سيدنا موسى - على السلام- كان معروفا أنه من بني إسرائيل ليس فقط من الأم المربية أو الأخت الملاصقة أو هذه المعيشة ولكن أيضًا الهيكل التركيبي والشكل الخارجي، فبنو إسرائيل كان يتميزون بصفات جسدية معينة كانت فيه سيدنا موسي- عليه السلام-. وأكد أن كليم الله موسى - عليه السلام- كان جادًا في صفاته وأفعاله وأقواله، حتي نستطيع أن نقول إن مفتاح شخصيته كانت الجدية، وتراها في كل موقف من المواقف التي قص فيها الله علينا قصته- عليه السلام-. اقرأ المزيد: في هذه الأماكن..علي جمعة يؤكد تجلي الله لسيدنا موسى على أرض سيناء