استمدّ اسم "مسجد الجن" بمكةالمكرمة؛ من الموقع والمكان الذي شهد تعليم الرسول - صلى الله عليه وسلم - نفرًا من الجن أمور دينهم، ويقع المسجد أمام مقبرة المعلاة، وقد بُني المسجد حديثًا عام 1399هجرية. وقال مدير مركز تاريخ مكةالمكرمة التابع لدارة الملك عبدالعزيز، الدكتور فواز الدهاس، ل"سبق": مكةالمكرمة فيها من المعالم التاريخية المرتبطة بالسيرة النبوية ما لا يُحصى، فكل جبل ووادٍ وشعب له قصة مختلفة مع المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بمعنى أن الله سبحانه وتعالى وهبنا متحفًا نبويًا تاريخيًا طبيعيًا لا بد من المحافظة عليه والاهتمام به. وأضاف: إننا نرى العالم من حولنا ينفقون ويصرفون الأموال الطائلة في بناء وإنشاء المتاحف، ثم يصرفون أموالًا طائلة مماثلة لاقتناء المقتنيات التاريخية؛ غير أننا ولله الحمد في هذه البلدة المباركة الطاهرة نمتلك متحفًا إنسانيًا عالميًا طبيعيًا، فما أحرانا أن نحافظ عليه وأن نقدمه للأمة الإسلامية والعالم ليحكي سيرة الرسول- صلى الله عليه وسلم-. ويواصل "الدهاس" حديثه عن ذكر أحد المعالم التاريخية في مكةالمكرمة وهو "مسجد الجن"، كما يُعرف ويطلق عليه؛ حيث يقول: "مسجد الجن هو واحد من هذه المعالم التاريخية الذي لا يزال في مكانه؛ حيث وقف الرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام يعلّم نفرًا من الجن أمور دينهم. وأوضح "الدهاس" أنه في ذات ليلة ظلماء من ليالي مكةالمكرمة، والتي كان يعاني فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أذى قريش ومحاربتهم لدعوته، افتقده أصحابه فبحثوا عنه في كل وادٍ وشِعْب ولم يجدوه، وعندما ذهبوا إلى جهة المعلاة وثنية كداء، فإذ بالرسول قادمًا إليهم فتقدم إليه أحد الصحابة يسأله قائلًا: لقد بحثنا عنك يا رسول الله في كل مكان، فأجابهم عليه الصلاة والسلام: لقد كنت مع نفر من الجن أعلمهم أمور دينهم. وأشار "الدهاس" إلى أن ذلك الموقع منذ ذلك التاريخ يطلق عليه "موقع الجن" وقد بُني في ذات المكان مسجد، وعُرف بمسجد الجن نسبةً إلى المكان. ولفت إلى أن من الأسماء التي عُرف بها: "مسجد الحرس"؛ حيث كان يعتبر المكان آخر نقطة من الناحية الشمالية الشرقية للحرم والمدينة، فكان الحرس الذي يقوم بالحراسة الأمنية للمدينة يطوف بالمدينة من كل النواحي ويتخذ من هذا الموقع نقطة التقاء وتجمع للحرس.