أمر النائب العام بحبس اثنين، أربعة أيام على ذمة التحقيقات لاتهامهما بالقيام بعمل من شأنه التمييز بين الأفراد بسبب الأصل وتكدير السلم العام، وإذاعة أخبار كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام وإلقاء الرعب بين الناس، وكذا نشر معلومات خاصة بالغير بالكذب بدون رضائه، علاوة على تعمير تعطيل حركة المرور. وكانت وحدة الرصد والتحليل بمكتب النائب العام قد رصدت عصر يوم الثلاثاء الموافق 10 أكتوبر 2020 انتشار مقطع مصور بموقع التواصل الاجتماعي "facebook" لأجنبي يستقل سيارة بالطريق الدائري حال تعرضه للسخرية من سائق السيارة استقلاله ومصر المقطع بادعاء إصابته بفيروس "كورونا"، الأمر الذي دعا سائق السيارة لإخراجه منها ليترجل معرضا حياته للخطر بذلك، بينما نشر صور الواقعة المقطع تباعا وإذ تمکنت تحريات الشرطة من تحديد هوية السائق والصور مساء ذات اليوم. أمرت النيابة العامة بسرعة ضبطهما وإحضارهما؛ فجرى ضبطهما مساء اليوم التالي و ضبط السيارة التي كان يستقلها الأجنبي. واستجوبت النيابة العامة المتهم قائد السيارة؛ فنفى قصده التمييز العنصري من الواقعة؛ ودفع ذلك عن نفسه بادعاء أن رد فعله كان تخوفه من احتمال إصابة الأجنبي بفيروس "كورونا" ولما تداول من أخبار عن أضراره ومخاطره، سيما وأن الأجنبي كان مرتديا إمامة طبية ومصابا بعطس شديد، وأنه قد كذلك من فعله التحذير من احتمال إصابة المجني عليه بالفيروس، وأنه فوجئ - بعد توقف السيارة للزحام الشديد - بهرع الأجنبي نحو المارة في الطريق في غير وخوف شديدين . كما استجوبت النيابة العامة المتهم مصر المقطع؛ فادعى تصويره الأجنبي ونشر المقطع الاشتباه في إصابته بالفيروس وخوفا من انتشار المرض، نافيا قصده الإساءة لشخصه أو التمييز العنصري، وأنه قد حذف المقطع من حسابه الشخصي بموقع التواصل المذكور؛ لما ورد إليه من تعليقات المشاركين به الذين أنكروا فعله. هذا وقد سألت النيابة العامة رقيب الشرطة المعين بمحل الواقعة لمراقبة الحالة المرورية؛ فقرر بمفاجأته بتوقف سيارتين؛ ترجل المجني عليه مهرولا من إحداهما، بينما ترجل من الثانية آخر ادعى إصابة المجني عليه بفيروس "كورونا"؛ فنشر الذعر بين المارة. وتؤكد النيابة العامة حرصها الشديد على التصدي لجريمة التمييز بين الناس بأي طريقة ولأي سبب كان - جنسا أو أصلا أو لغة أو غيره - سواء بين أبناء الوطن أو من يقيمون به أو يتواجدون على أرضه من أجانب، وتهيب بالكافة الالتزام بالخلق الحسن والأخلاق الحميدة التي دعت إليها سائر الأديان بسم الله الرحمن الرحيم {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا يساء من بناء عسى أن يتم خيرا منه ولا تلموا أنفسكم ولا تناژوا بالألقاب تنس الإشم الممشوق بعد الإيمان ومن لم يتب أولﺉك هم الظالمون} صدق الله العظيم.