لا يزال فيروس كورونا "كوفيد-19" هو المتصدر للمشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي في جميع أنحاء العالم، في الوقت الذي صنفت فيه منظمة الصحة العالمية هذا الفيروس على أنه وباء عالمي. وبلغ عدد حالات الاصابة على مستوى العالم 118 ألف حالة في 114 دولة، ووفاة 4 آلاف و 291 شخصا. وعلى الرغم من إعلان المرض وباء عالميا أو "جائحة"، والذي يفهم على أنه تفشي صعب السيطرة عليه والذي ينتشر عالميًا، تقول منظمة الصحة العالمية إنه من الممكن خفض أعداد الإصابات باتخاذ تدابير سياسة صحية حازمة. وبعيدًا عن ذلك، يفاجئ العالم كل يوم بأن الفيروس يستهدف مسئولين وعسكريين بارزين شتى في جميع أنحاء العالم، لم يكن ليتصور البعض أنهم سيصابون به. ففي الولاياتالمتحدة، أثار تفشي الفيروس ذعرًا كبيرًا على الساحة السياسية رغم إصرار الرئيس دونالد ترامب، بأن الفيروس ليس خطيرًا، فقد أعلن عضو الكونجرس الجمهوري، دوج كولينلز، منذ يومين، أنه سيفرض على نفسه حجرًا صحيًا للاشتباه في إصابته بالفيروس. كما أعلن السيناتور تيد كروز، الأحد الماضي، نفس الشيء بعد أن التقى شخصا ثبتت إصابته بفيروس كورونا، وقال إن فرص إصابته "منخفضة للغاية" لأن التفاعل كان أقل من دقيقة، ويشعر بأنه في "صحة جيدة"، لكن مع ذلك رأى عزل نفسه "بدافع الحذر الشديد". وأعلن رئيس موظفي البيت الأبيض المعين حديثا مارك ميداوز، أنه وضع نفسه رهن الحجر الصحي بسبب اشتباه في إصابته بفيروس كورونا. وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية، أول أمس، في بيان أن قائد القيادة المركزية الأوروبية -إلى جانب عدد من الموظفين- ربما تعرضوا لفيروس كورونا خلال مؤتمر عقد في الآونة الأخيرة. وفي إيران -التي تعد من أكثر الدول إصابة بالفيروس- أعلنت السلطات بداية الشهر الجاري وفاة عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام محمد مير محمدي الذي فارق الحياة في مستشفى بطهران، إثر إصابته بفيروس كورونا الجديد. وبعد يوم من ظهوره متعبا في مؤتمره الصحفي الذي عقده مع المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، نشر إيرج حريرجي نائب وزير الصحة الإيراني أمين اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا مقطعا مصورا أكد خلاله إصابته بالفيروس. كما أعلنت إصابة معصومة ابتكار نائبة الرئيس الإيراني لشئون المرأة بالفيروس، ووضعت رهن الحجر الصحي. ونشر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني مجتبى ذو النور مقطع فيديو أعلن إصابته بالفيروس، وأنه يخضع للحجر الصحي. وتوفى الدبلوماسي والسياسي الإيراني ورجل الدين، ورئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة السابق، سيد هادي خسروشاهي، بعد إصابته بفيروس كورونا القاتل في مدينة قم، وخضوعه للعلاج في إحدى مستشفيات العاصمة طهران. وفي فرنسا، أعلن وزير الثقافة الفرنسي، فرانك ريستر إصابته بفيروس كورونا بعد اكتشف أنه خالط أشخاصًا مصابين أثناء وجود في البرلمان الأمر الذي دفعه للخضوع لفحوص طبية أثبتت إصابته بالفيروس. أيضا، أصيب خمسة نواب واثنان من موظفي البرلمان بكورونا، بينهم نائبتان شاركتا في اجتماعات لجنة الشئون الثقافية. وفي أواخر الشهر الماضي، وضعت منغوليا رئيس بلادها خالتما باتولغا في الحجر الصحي، بعد عودته من زيارة للصين، الجمعة، ليكون أول رئيس دولة يتم وضعه في الحجر الصحي منذ تفشي الفيروس. والأحد الماضي، أعلن رئيس هيئة أركان الجيش الإيطالي الجنرال سالفاتوري فارين، إصابته بالفيروس ووضع نفسه قيد الحجر الصحي. وأمس الأربعاء، أعلنت السلطات البريطانية، إصابة وزيرة الدولة لشئون الصحة البريطانية، نادين دوريس، بفيروس كورونا.