يمر الحزب الديمقراطي الأمريكي في الوقت الراهن بأزمة طاحنة تعكس مدى ارتباكه أمام منافسه اللدود الحزب الجمهوري، والذي يتصدره الرئيس دونالد ترامب، كونه المرشح الأبرز للحزب وذلك قبيل يوم الثلاثاء المقبل، الذي يشكل تحديًا كبيرًا للمرشح على منصب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، إذ يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع في الانتخابات التمهيدية بما يعرف باسم "الثلاثاء الكبير". ويتسم اليوم بأهمية كبيرة لكونه غالبا ما يشهد بعض الانسحابات وتشكيل التحالفات الجديدة بين المرشحين، كما يلعب دورا كبيرا في تحديد حامل لواء كل من الحزبين الديمقراطي والجمهوري. وأثار رئيس البلدية السابق لساوث بند بولاية إنديانا بيت بوتيدجيدج، أمس الأحد، مفاجأة من العيار الثقيل بإعلانه الانسحاب من الانتخابات التمهيدية وذلك قبل يومين فقط من "الثلاثاء الكبير". وأعلن المرشّح البالغ 38 عاما والذي ارتفعت حظوظه الرئاسية سريعا بعدما كان مغمورا في بداية السباق، رسميًا إنهاء حملته. وقال إنه خرج من الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي من أجل "المساعدة على توحيد الحزب". ويوم السبت الماضي، فاز نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، بالانتخابات التمهيدية في ولاية كارولاينا الجنوبية، وذلك لأول مرة بعد هزيمته 3 مرات، ليكون بذلك المنافس الأقوى لغريمه السيناتور المستقل بيرني ساندرز للفوز بترشيح الحزب، تمهيدا لانتخابات الرئاسة الأمريكية. وعلى خلاف ساندرز، أعلن الملياردير توم ستاير، الناشط المناخي، انسحابه من السباق الديمقراطي بعد النتائج المخيبة للآمال في كارولاينا الجنوبية، بعد أن أنفق الملايين في الولاية الجنوبية، على أمل الحصول على تأييد ناخبي الولاية من أصول أفريقية لحملته الانتخابية. وبخروخ بوتيدجيدج وستاير يتبقى 5 متنافسين في السباق الديمقراطي المزدحم للمنافسة على الإطاحة بالرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب في انتخابات نوفمبر المقبل. وعادة ما تُجرى الانتخابات الأمريكية يوم ثلاثاء، إلا أن وصفه ب"الكبير" لا يمثل نعتا رسميا وإنما جرى التعارف عليه في أوساط الصحافة والسياسة لما له من تأثير على تشكيل مسار الانتخابات. وخلال انتخابات عام 2008 لكل من الديمقراطيين والجمهوريين، أجرت نصف الولاياتالأمريكية تقريبًا انتخاباتها في "الثلاثاء الكبير". وتعود تسمية "الثلاثاء الكبير" إلى عام 1976 حين حاولت الولايات زيادة نفوذها في التأثير على عملية الترشيح، وتم إنشاء كتل جغرافية لتشجيع المرشحين لمنصب الرئاسة على تنظيم حملاتهم، وتمضية بعض الوقت في تلك الولايات. ويختار الحزبان المهيمنان على السياسة الأمريكية مرشحهما للرئاسة في تجمعات حزبية يحضرها مندوبون من الولايات أو عبر انتخابات تمهيدية. ويحدّد قانون كل ولاية كيفية اختيار مندوبي كل حزب، إما عن طريق الانتخابات الأولية وإما التجمعات.