قال الدكتور الشريف حاتم بن عارف العوني، أستاذ الدراسات العليا بجامعة أم القرى بمكة، إن التراث جزء من التجديد فهو لا يهدمه، مشيرًا إلى أن هناك ثوابت معصومة من الخطأ وهي: القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. وأوضح الدكتور الشريف حاتم بن عارف العوني، في تصريح خاص ل "صدى البلد" على هامش فعاليات مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، أن التجديد كله حول التراث الاجتهادي وهو كلام العلماء واستنباطهم من القرآن والسنة. وأضاف: "التراث في عمومه جميل؛ فنحن لا ننتظر من اجتهاد بشري أن يكون معصوما من الخطأ، والمطلوب هو أن نصحح الخطأ بشفافية ونحافظ على الصواب من الثائرين عليه المحاولين هدمه باسم التجديد". وأشار إلى أن التراث يهاجم من جماعتين، أولاهما: أهل الغلو والتكفير الذين يستغلون بعض أخطاء التراث لخدمة أهدافهم الإرهابية المتطرفة، وثانيهما: الفوضويون وهم من يمارسون مراهقة فكرية على التراث والإساءة له بابتزازه وإيجاد الإخطاء فيه. وأكد أن التصدى للأفكار الشاذة يكون بالمناظرات والمناقشات؛ فالفكر لا يواجه إلا بالفكر، مبينًا أن الجهات المتخصصة تقوم بدورها على وجه كامل للتصدي والرد على هؤلاء من أصحاب الآراء الشاذة والمتطرفة في الجانبين. وتابع أنها تقوم بدورها حتى لا يقوم بهذه المهمة الكبرى قليلو العلم وأصحاب النوايا السيئة ومن يريدون التبلد من الدين وترك ثوابته أو التطرف والغلو فيه. واختتم: "نحن دعاة إلى الله- عز وجل- أولًا وأخيرًا لذا نرجو أن يفتح الله لنا قلوب هؤلاء فيعرفوا الخطأ من الصواب بالبراهين والأدلة وسبل الإقناع كافة سواء في جانب التطرف والغلو أو التبلد والانحلال".
