ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول صاحبه "ما حكم الدين في فتاة ترفض فكرة الزواج ونفسها لا تتوق إليه؟". وأجاب الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، قائلا إن هذا الأمر قد يكون أفضل تصرف، منوها بأن بعض الرجال والنساء لا يرغبون في الزواج، كما أن الزواج ليس فرضا على الإنسان. وأضاف أن حكم الزواج يعود في النهاية إلى حال الإنسان، ولذا فتعتريه الأحكام الخمسة مثل الوجوب والإباحة والحرمة والكراهة والندب. وأوضح أن هناك كثيرا من العلماء لم يتزوجوا حتى ألف أحدهم كتابا عن العلماء العزاب الذين لم يتزوجوا، وأبرز هؤلاء العلماء الإمام النووي. وتابع: "لا يجوز لأهل الفتاة أن يذموا البنت أو يسيئوا إليها لرفض فكرة الزواج. أحكام الزواج الخمسة قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتاوى الشفوية بدار الإفتاء، إن الزواج له أحكام تختلف باختلاف الأشخاص، مؤكدًا أنه قد يكون واجبًا وفي تركه إثم على صاحبه. وأضاف الشيخ عويضة عثمان، عبر فيديو بثته دار الإفتاء على يوتيوب، ردًا على سؤال: ماهي أحكام الزواج الخمسة ؟ أن الزواج واجب في حال كان الرجل قادرًا على الزواج وإن لم يتزوج؛ فسوف يقع في الحرام، مشيرًا إلى ما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُود: «قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ». وأوضح أن عف النفس عن الوقوع في الحرام واجب؛ لأن الوقوع في الحرام حرام، مؤكدًا أن الشخص الذي ابتلي بكثرة النظر والإفراط في الشهوة؛ يحرم عليه عدم الزواج في حالة القدرة. وتابع أن الزواج يحرم على من لا يستطيع أعباء الزواج ومن الممكن أن يعرض أهله للفتن في حال الزواج، كالرجل المريض الذي لا يستطيع إعطاء الزوجة حقوقها الشرعية. وأردف أن الزواج تعتريه أحكام مختلفة؛ فقد يكون مباحًا إذا كان الإنسان قادرًا على الزواج في حين أنه يستطيع أن يعف نفسه عن الحرام بغير الزواج، لافتًا إلى وجود كتاب للشيخ عبدالفتاح أبوغده يسمى«العلماء العزاب»، تكلم فيه عن جملة من العلماء لم يتزوجوا، وكان منهم الشيخ ابن جرير الطبري والإمام النووي.