قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله حرّم الله الانتحار؛ فالانتحار حرام؛ مضيفا "لا تقل إنني حر في حياتي، وفي مدى سعادتي من تعاستي، وأنا تعيس، ولذلك أُنهي حياتي، لا يجوز هذا في دين الله". وأضاف جمعة عبر الفيسبوك، أن الانتحار حرام، وهو جريمة لا يفعلها إلا الأشرار الذين نسوا الله سبحانه وتعالى، لأنك كأنك تتعدى على الله تعالى، لأن الله سبحانه وتعالى لم يُمتك، وأنت تريد أن تتولى أمرًا من أمور الله عدوانًا، وظلمًا بأن تُنهي حياة إنسان، وهذا الإنسان هو نفسك؛ فالانتحار حرام، ويدخل تحت قوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ} لأنك أنت مدرج تحت النفس. وأوضح أن أصل التحريم أن الله سبحانه وتعالى قد حرَّم قتل ابن آدم؛ فالقتل حرام، وهو كبيرةٌ من الكبائر، وعظيمةٌ من العظائم، حتى أخرج أبو الشيخ الأصبهاني عن النبي ﷺ أنه قال: «ملعونٌ من هدم بنيان الرب» وابن آدم بنيان الرب، إذن شبَّه ابن آدم كأنه بناء، وهذا البناء صنعه الله تعالى، ثم إن أحدهم قد جاء وهدم هذا البناء؛ فقد اعتدى على بنيان الرب سبحانه وتعالى «ملعونٌ من هدم بنيان الرب» فالقتل حرام هذه هي المسألة الأولى. وأكمل أن القتل حرام سواءٌ أكان مؤمنًا، أو غير مؤمن، مسلمًا، أو غير مسلم؛ فالقتل حرام، لأنه فيه هدمٌ لبنيان الرب، ويبدو أن هذه العبارة التي أخرجها أبو الشيخ حديثًا عن رسول الله ﷺ هي في كتب الأنبياء السابقين «ملعونٌ من هدم بنيان الرب» ولذلك فهذا المعنى قد اتفقت عليه الأديان "حفظ النفس". وتابع أن حفظ النفس أصبح مقصدًا لكل دين، ولكل شريعة، ومنها شريعة المصطفى ﷺ ، وهي خاتم الشرائع، وهي دين الإسلام، فإذا ما حُفظت النفس يأتي المقصد الثاني في "حفظ العقل"، حتى يتم الخطاب بالتكليف، لأنه كلما قال لك "افعل ولا تفعل" لابد لك من عقل يدرك هذا الأمر، وهذا التكليف، وعلى ذلك فحفظ العقل هو الأساس الثاني. والمقصد الثاني من كل شريعةٍ أرسلها الله إلى عباده ليوضح أمره، ونهيه، وتكليفه سبحانه وتعالى لبني آدم {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ} .