في الوقت الذي لوح فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير خارجيته، مايك بومبيو، بأن إيران هي المسئولة بشكل مباشر عن الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية، يوم السبت الماضي، تزداد التساؤلات حول نية البيت الأبيض بإعلان الحرب على طهران. ورغم أن مليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، أعلنت تبنيها الهجوم وأنه انطلق من الأراضي اليمنية، إلا أن وزير الخارجية الأمريكي استبعد ذلك، خاصة أن المسافة بين حدود اليمن للموقع المستهدف حوالي 1200 كيلومتر، وهي مسافة بعيدة جدًا بالنسبة لطائرات الدرونز الصغيرة. وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت عن مصادر قولها إن مسئولين سعوديين وأمريكيين يتحدثون عن احتمال أن تكون صواريخ كروز استخدمت في الهجوم وأطلقت من العراق أو إيران. قناة "الحرة" العراقية، نقلت عن خبراء ومحللين قولهم إن السبب الرئيسي لعدم وجود رد أمريكي حتى الآن هو تعهد ترامب الانتخابي بعدم الانخراط في حروب خارجية، مما قد يقلص فرصته في الفوز بانتخابات 2020. وأضافوا أن ترامب يسعى إلى الاستقرار والقدرة على التنبؤ خلال الوقت الحالي أكثر من أي شيء آخر، مشيرين إلى أن ترامب ليس في موقف يمكنه من فتح سلسلة جبهات جديدة مباشرة مع إيران، خاصة في ضوء الانتخابات القادمة. وأوضح الخبراء أن المشاكل الاقتصادية التي نتجت عن المعركة التجارية مع الصين، مثل ارتفاع واردات المزارعين من الصين في مناطق وسط وغرب الولاياتالمتحدة، بالإضافة إلى ارتفاع واردات الحديد أضرت سكان نفس المناطق. ويرى الباحثون أن الولاياتالمتحدة ليست بحاجة ملحة للرد على إيران عسكريا، إما لعدم وجود انتهاك عسكري مباشر للمصالح الأمريكية، باستثناء إسقاط الطائرة المسيرة في 20 يونيو الماضي،، ولعدم اعتماد الولاياتالمتحدة على النفط الخليجي كما كان من قبل. وقالوا إن إيران لم تهاجم الولاياتالمتحدة بشكل مباشر، كما أن طهران تعرف جيدا أن الولاياتالمتحدة لن تتحرك من أجل الرد على الهجمات الإيرانية ضد مصالح السعودية والإمارات.
