احتفلت وزارة الأوقاف بالعام الهجري الجديد والهجرة النبوية من رحاب مسجد الإمام الحسين -رضي الله عنه- مساء اليوم السبت، بحضور اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة نائبًا عن الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والشيخ صالح عباس وكيل الأزهر نائبا عن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، واللواء مهندس أركان حرب ياسر عبدالعزيز نائبًا عن وزير الدفاع. وفي بداية كلمته تقدم الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بخالص التهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بمناسبة الهجرة النبوية الشريفة، وللشعب المصري كله، والأمتين العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء. الهجرة النبوية أكد أن إدراك البصيرة ونورها قد تفوق على إدراك البصر في رحلة الهجرة عندما قال الصديق -رضى الله عنه-: «لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا»، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- كما حكى القرآن الكريم على لسانه: «لَا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنَا» أى: لا تحزن يا أبا بكر فلو نظر أحدهم تحت قدميه فلن يرانا لأن الله معنا «ما ظنك باثنين الله ثالثهما»، وإذا كان الله معك فلا عليك بعد ذلك بمن عليك ومن معك، فرب العزة سبحانه هو الذي أعطى ويعطي إدراك البصر لخلقه، وهو القادر على إيقافه عمن يشاء وممن يشاء ومتى يشاء. الهجرة النبوية وتابع: وقد كان ذلك في حادثة الهجرة مرتين: الأولى: عند خروج النبي -صلى الله عليه وسلم- من بيته وأخذ حفنة من التراب وحثاها على وجوه المشركين قائلًا: "شاهت الوجوه"، فأغشي عليهم فلم يره -صلى الله عليه وسلم- أحد منهم، حيث يقول الحق سبحانه: «وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ». الهجرة النبوية وواصل: والثانية: هنا في الغار عندما طمس الله -عز وجل- على أبصار المشركين وبصائرهم فلم ينتبهوا إلى وجوده -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه في الغار. الهجرة النبوية وأردف: أما نور البصيرة فتجلى في ثقة النبي -صلى الله عليه وسلم- في ربه عندما قال لصاحبه: «لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا» وهي سنة كونية في معية الله -عز وجل- لأنبيائه ورسله وعباده الصالحين , كما حكى القرآن على لسان سيدنا موسى -عليه السلام- عندما قال له قومه: «إِنَّا لَمُدْرَكُونَ» فأجابهم بقوله كما حكاه القرآن الكريم على لسانه: «كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ»، كما أن معية الله -عز وجل- متحققة لعباده المؤمنين وعباده المتقين وعباده الصابرين وعباده المحسنين، يقول سبحانه: «وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ» ويقول سبحانه : «وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ» ويقول سبحانه: «إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ» ويقول سبحانه: «وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ». الهجرة النبوية وأكمل: الأمر الآخر أن الهجرة النبوية كانت عطاء لدين الله -عز وجل- وليس تكسبًا بدين الله كما تفعل الجماعات المتاجرة بالدين، حيث يقول سبحانه في شأن المهاجرين والأنصار الذين أخلصوا دينهم ونياتهم له سبحانه: «لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».