إنها مجرد امرأة حباها الله جمال فاق الطبيعه، حقاً انها فاتنة الجمال تتنحي بجانبها جميع النساء، كانت في أولي أيام عُرسها علي البطل الذي احتوي كلمة رجل بجميع معانيها وصاحب الكرامة والعفه الذي أعاد الحقوق المسلوبه، كانت علامات الفرحه والبهجه ترسم وجه تلك العروس، وفجأه غاب عنها زوجها فتري عليها ملامح حزن شديد يجعل قلبك ينفطر آلماً لتعاطفك مع انوثتها الحسناء -هكذا شعرت بمنطقة "وسط البلد" بمبانيها الخلابه، بشوارعها التي تعج بالبسمة، بالضحكة العالية، بأثر التاريخ، بعمالقة الأجداد والعظماء، هذه القطعة المصرية الأصل والغربية المعالم بالروح العربيه- وفي محاولة مني لمساعدتها الخروج من حزنها انتابني خوف شديد من مخاطبتها، حقاً هاب لساني التحدث، فقررت أن اذهب لرب بيتها ووالدها، وهو سر من أسرار جمالها والذي جعله الله هبتها في الأرض، وعندما وصلت له علي بعد امتار قليله من تلك العروس، وجدت أمواجه ترقد زارفة بالدمع علي جانب الشاطئ وكأنها تنسي رقصتها مع نسمات الصباح علي لحن تغاريد العصافير، مع شروق الشمس أثناء ومضات الأمل، لكنني تجرأت هذه المرة وبأعلي صوت: يا سيدي "النيل" ألم يان أن تبحث عن زوج بنتك فنحن نقترب من 25 يناير يوم عيد زفافها، فتبسم بسخرية وتجاهلني للحظات ثم التفت لي وقال بصوت خافت يشوبه قليل من الحسره ولكن قليل الأمل: لقد فعلت وبحثت عنه شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، حتي بين صدفات احشائي فمنهم من جاوبني لقد مات في محمد محمود وآخر.. لا لقد رأيته يحتضر في أحداث الوزراء، وثالث: أنه يرتدي الزي الطبي يضمم جروح المتأليمن، ومنهم من قال انه في جانب الحماة يحاولون رسم خريطه يرونها هي الطريق لتعود العروس لمجدها. وبعد أن سمعته تخبطت بي الأفكار فأين يمكننا العثور علي الحكيم ليخاطبنا بالحق، ليتلو علينا كلمة الصواب، ليعبر بنا حدود القوة وبر التقدم، ومن يستطيع أن يخطرنا بمخططات الأعداء التي غزتنا فكرا، واقتصادنا، وعلماً بطريقه أو بآخري، مباشره أو ملتويه. فشعرت بالدماء في وريدي ترسل للعقل رساله من القلب يخطره بأن كثيرا منا يعي تلك المخططات، يدرك أننا نري هذا حولنا في المأكل والملبس والمشرب، وفي النقيض منا من يتجاهل هذا وينحرف مع نفس المخططات. استيقظ العقل وقال لا أبالي بكل هذا لكنني ابحث عن "الحل"، ابحث عن من يخطو بي للامان، للعلي، ينتقم من كل من ساهم في آلام المظلومين والذين طفح بهم الكيل يأساً ومرارة. وهنا أقف وحيداً كأنني فوق قطعة خشبية وسط المياه ترفعني الأمواج لأعلي وتهبط بي لأسفل في نفس اللحظه والرياح من تاره آخري تأخذني يميناً وشمالاً، لا أعلم لواجهتي مرسي، يُرعبني الغرق نزول الماء ولا يمكنني التحكم في القطع الخشبية، فأشعر "بالتوهان"، وخاصةً أن "عيد الزفاف" علي مدي قريب منا، مجرد أيام، فيكف سيكون الأحتفال السنوي لهذه الذكري هل سينجح المدعون الذين دقوا الطبول وعزفوا مقطوعات النغم التي أبهرت ابهرت العالم سابقاً في القاعة الدائرية "ميدان التحرير"، أن يردوا للمرأة زوجها بالحكمة أم ستقوم عاصفة تزلزل الأرض وتشتت الأمن ونقيم عليها صوان العزاء ... فمن يملك الإجابة؟!