50 ألف جنية جمعهم أحمد س لدفعهم مقدم شراء السيارة التي انتظرها هو وزوجته طويلا، مرتبه المتواضع فرض عليه حياة بسيطة اقتنع بها ورضت بها زوجته، فعاش كلاهما على الحلوة والمرة سويا، الإيمان والقناعة يضيئان طريقهما وسط ظلمات الحياة التي تواجههما، ضائقة مرّ بها الزوج وفرج الله كربه، لينذر الحج لبيت الله بعد تلك الضائقة، ليتحول الحج من حلم تطلع إليه الشاب إلى نذر واجب النفاذ. جمع أحمد المال الكافي، وذهب لتوديع أسرته التي اجتمعت في منزل الجد، الذي بدأ يسرد على أحفاده رحلته إلى الأراضي المقدسة وكيف أدى فريضة الحج في السبعينات، ليقطع حديثه سؤال راوده فجأة، فبادر بالاستفسار عن سعر الحج من ابنه أحمد، لينظر الأبناء إلى بعضهم البعض، ويرد أحمد قائلا :"50 الف "، ليخطف بها أنفاس جده الذي صرخ في وجه ابنه :" بتقول كام !!". الصدمة التي كانت على وجه الجد تشعرك وكأنه سمع مصيبة ما، ليسترجع الجد ذكرياته مع الحج، وأسعاره قديما، الذي كان يصل إلى 60 جنيها فقط، وكان الناس يحسدون الحاج على جمعه هذا المبلغ وقدرته على الحج، وعندما يزيد المبلغ يصل إلى 75 جنيها وكان ذلك قمة الرفاهية والبذخ. وفي إعلان يعود لعشرات السنين، أعلنت الخطوط الجوية السعودية أسعار رحلات الحج من القاهرة إلى جدةوالمدينةالمنورة. وجاء في الإعلان :" حج مبرور، على أفخم الطائرات، داكوتا وبريستول، من القاهرة إلى جدةفالمدينةالمنورة ثم إلى القاهرة ب 75 جنيه ، من القاهرة إلى جدة فقط مع العودة 57 جنيه، من المدينةالمنورة إلى الطور 20 جنيه، من الطور إلى القاهرة 10 جنيهات". وأعلنت الخطوط الجوية العربية السعودية على استعدادها لنقل ركاب شركات الطيران المصرح لها وركاب البواخر من ميناء جدة إلى المدينةالمنورة ومن المدينة إلى الطور بمبلغ 38 جنيها فقط. أما أسعار الحج اليوم فتبدأ من 50 ألف جنيه بحد أدنى وتتزايد مع اختلاف درجات الحج السياحي.