تكاد واقعة احتجاز القوات البحرية الملكية البريطانية لناقلة نفط عملاقة إيرانية ترفع علم بنما، عند مضيق جبل طارق أن تنقل التوتر في المنطقة إلى مستوى جديد. فبعد الاعتداءات الإيرانية على ناقلات النفط قبالة سواحل الفجيرة وفي خليج عمان، واستهداف الحوثيين لمنشآت وبنية تحتية نفطية في المملكة العربية السعودية، دخلت بريطانيا على خط المواجهة وباتت أحد الأهداف بالنسبة للحرس الثوري الإيراني. وكانت مشاة القوات البحرية الملكية البريطانية قد احتجزت، أمس الخميس، ناقلة النفط جريس 1 التي ترفع علم دولة بنما. وطالبت السلطات الإيرانية، اليوم الجمعة، الجانب البريطاني بضرورة الإفراج الفوري عن ناقلة النفط المحتجزة في جبل طارق. فيما تقول السلطات البريطانية إن ناقلة النفط كانت تحمل نفطا إيرانيا وكانت في طريقها إلى سوريا، مشيرة إلى أن التوقيف جاء بناء على طلب من الإدارة الأمريكية. واعتبرت إيران أن توقيف ناقلة النفط إجراء غير قانوني، واستدعت السفير البريطاني للاحتجاج. فيما هدد الحرس الثوري الإيراني، باحتجاز ناقلات نفط بريطانية ردا على احتجاز ناقلة النفط جريس 1 في جبل طارق. ودعا أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، محسن رضائي، إلى الرد بالمثل على الجانب البريطاني، من خلال توقيف ناقلة نفط بريطانية في الخليج العربي في حال عدم الإفراج عن الناقلة الإيرانية. ونقلت وكالة فارس عن ضائي قوله في تغريدة على حسابه الشخصي في موقع تويتر تعليقا على توقيف البحرية البريطانية لناقلة نفط ايرانية في مضيق جبل طارق: خلال 40 عاما من تاريخها، لم تكن الثورة الإسلامية البادئة في أي توتر، ولكنها لم تتقاعس ولم تتردد في الرد على المتغطرسين والبلطجية. بحسب وصفه. وأضاف أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام أنه إذا لم تفرج بريطانيا عن ناقلة النفط الإيرانية، فمن واجب الأجهزة المسؤولة الرد بالمثل وتوقيف ناقلة نفط بريطانية. وأكدت هيئة بنما البحرية أن ناقلة النفط جريس 1 التي احتجزتها مشاة البحرية الملكية البريطانية في جبل طارق، كانت قد شطبت من سجلاتها للسفن الدولية اعتبارا من 29 مايو. وأشارت إلى أنها شطبت الناقلة من سجلاتها بعد إنذار بأنها استخدمت في تمويل الإرهاب أو مرتبطة به. وقال متحدث باسم حكومة جبل طارقإن طاقم ناقلة النفط الإيرانية العملاقة التي احتجزت في جبل طارق يخضعون للاستجواب كشهود وليس كمجرمين في مسعى لتحديد طبيعة الشحنة ووجهتها النهائية. وذكر المتحدث أن أغلب الطاقم، الذي يضم 28 فردا ظلوا على متن الناقلة العملاقة، من الهنود وبعضهم من باكستان وأوكرانيا. وظلت الشرطة ومسؤولو الجمارك على متن الناقلة لإجراء التحقيقات لكن مشاة البحرية الملكية البريطانية غير متواجدين. واعتبر رئيس مجموعة الصداقة الإيرانية البريطانية في مجلس الشورى الإيراني ، مصطفى كواكبيان، أن توقيف البحرية البريطانية ناقلة النفط الايرانية في مضيق جبل طارق، يثبت عبثية المزاعم الأوروبية باستمرار الاتفاق النووي. ونقلت وكالة فارس الإيرانية عن النائب كواكبيان قوله في تغريدة على حسابه الشخصي في موقع تويتر: بصفتي رئيس مجموعة الصداقة الايرانية البريطانية، فان إقدام بريطانيا على توقيف ناقلة النفط الإيرانية في جبل طارق ، يثبت أولا ، انها قرصنة بحرية، ثانيا، عمل عدائي غير قانوني ضد ايران، ثالثا، دناءة بريطانيا مجددا في تبعيتها لأمريكا، ورابعا ، عبثية المزاعم الأوروبية في استمرار الاتفاق النووي". ومن جهته هدد خطيب جمعة العاصمة الإيرانيةطهران، موحدي كرماني، بتحويل مياه الخليج العربي إلى اللون الأحمر إذا ما هاجمت الولاياتالمتحدة بلاده. ونقلت وكالة فارس عن كرماني قوله إن مياه الخليج العربي ستتغير إلى لون الدماء الأحمر إذا ارتكبت أمريكا خطأ فاحشا وهاجمت إيران. وزعم إمام جمعة طهران المؤقت أن سبب إلغاء ترامب أمر الهجوم على إيران بعد إسقاط طائرة التجسس المسيرة "جلوبال هوك" ليس لمقتل 150 إيرانيا كما يدعي، وإنما لسبب آخر. بحسب زعمه. وتابع أن الساسة الأمريكيين رأوا توابيت جنودهم في اللحظات الأخيرة، ولذلك تخلوا عن عملية الهجوم.