قال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوي بدار الإفتاء المصرية، إن للدعاء مكانة عظيمة فهو من أعظم العبادات وأجلِّها، محبوب لله عز وجل، وفيه إظهار لذلّ العبودية لله تعالى والافتقار إليه، ونفي الكبرياء عن عبادته. وأضاف «ممدوح»، خلال لقائه ببرنامج «من القلب للقلب» المذاع على فضائية «mbc مصر 2» في إجابته عن سؤال: «هل الدعاء قد لا يستجاب من شدة الذنوب؟»، أن الدعاء أساس العبادة لأنه يتضمن معاني التوحيد الذي يشمل إخلاص العبادة لله تعالى والاستعانة به، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «إن الدعاء هو العبادة»، ثم قرأ: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ» (غافر: 60) (رواه أحمد). وأكد أن الدعاء علاقة خاصة بين العبد وربه وهذا يعني أنه لا يوج وسيط بين العبد وربه، والله -عز وجل- يقول: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ» (سورة البقرة: 186). وأوضح أن الإنسان لا يخلو من معصية أو تقصير أو ذلات، وهذه المعاصي لا تكون أبدًا سبب أن يقنط من رحمة الله، منوهًا بأن أهل الله يقولوا أنين المذنبين أحب إلى الله من زجل المسبحين. ونبه على أن التوبة من الذنب واجبة شرعًا على الفور، ولا يجوز تأخيرها، محددًا الشروط الواجبة للتوبة النصوح وهي: الإقلاع عن المعصية حالًا، والندم على فعلها في الماضي، والعزم عزمًا جازمًا أن لا يعود إلى مثلها أبدًا، ورد المظالم إلى أهلها أو تحصيل البراءة منهم، والابتعاد عن أسباب المعصية. وأشار إلى أن من علامات قبول التوبة، أن يكون العبد بعد التوبة خيرًا مما كان قبلها: وكل إنسان يستشعر ذلك من نفسه، فمن كان بعد التوبة مقبلًا على الله، عالي الهمة قوي العزيمة دلّ ذلك على صدق توبته وصحتها وقبولها، مضيفًا وأن يوقفه الله تعالى إلى عمل صالح بعد التوبة، منوهًا بأن التوبة تحدث للعبد انكسارًا في قلبه وذلًا وتواضعًا بين يدي ربه.