العفو الدولية: قطر أجرت تعديلات زائفة على قوانين العمالة الدوحة تكذب بشأن تحسين أوضاع عمالة منشآت كأس العالم 2022 تقارير سابقة: الدوحة أصبحت مقبرة للعمالة الوافدة أصدرت منظمة العفو الدولية، تقريرا جديدا قالت فيه إنه قبل أقل من أربع سنوات على انطلاق بطولة كأس العالم 2022، تخاطر السلطات القطرية بمخالفة الوعود التي قطعتها على نفسها من أجل التصدي لعملية الاستغلال العمالي الواسع النطاق لآلاف العمال الأجانب. وأضافت المنظمة في تقريرها، والذي نشر أمس على موقعها الرسمي، أن "الوقت بدأ ينفد إذا ما أرادت السلطات القطرية أن تقدم إرثًا يمكن يبتهج الجميع من أجله، ألا وهو نظام العمل الذي يضع حدًا للانتهاك والبؤس اللذين يلحقان بعدد كبير من العمال الأجانب كل يوم". وأكدت أن "العديد من العمال لا يزالون عالقين في ظروف قاسية"، مشيرة إلى مماطلة الدوحة في تحسين ظروف ما يقرب من 2 مليون عامل أجنبي. وتابعت قائلة إن "العديد من العمال لا يزالون عالقين في ظروف قاسية، معرضين للاستغلال وسوء المعاملة، في حين أن أولئك الذين يعودون إلى ديارهم يفعلون ذلك وهم صفر اليدين، دون تلقي تعويض ودون إنصاف". ودعت منظمة العفو الدولية قطر إلى إلغاء نظام "الكفالة" التعسفي تمامًا والذي يواصل ربط العمال بأصحاب العمل عديمي الضمير لمدة تصل إلى خمس سنوات، مشيرة إلى أنه لا يزال يطلب من المستخدمين في المنازل الحصول على "مأذونية الخروج" من أجل مغادرة البلاد. وأوضحت أن القيود المفروضة في بعض الإصلاحات التي تم إدخالها حتى الآن تعني أن العديد من العمال الأجانب في قطر ما زالوا عرضة لخطر العمل القسري، والقيود المفروضة على تنقلهم، وغيرها من الانتهاكات. وشددت المنظمة على أنه وفي ظل نظام الكفالة، الذي لا يزال قائمًا بشكل ثابت، على الرغم من الإصلاحات الجزئية، لا يزال العمال غير قادرين على تغيير وظائفهم دون إذن أصحاب العمل. ويواجهون التجريم بسبب "الفرار" من العمل، ويخاطرون بمصادرة جوازات سفرهم. وعدد التقرير انتهاكات الدوحة بحق العمال منها عدم دفع الأجور، حيث عاد مئات العمال إلى ديارهم بدون تحقيق الإنصاف أو تلقي تعويض. وكانت العديد من وسائل الإعلام العربية والعالمية، قد نشرت تقارير عديدة خلال الفترة الماضية تتحدث عن ما تتعرض له العمالة التي تقوم ببناء منشآت كاس العالم قطر 2022، وسوء المعاملةوعدم صرف الرواتب، وغيرها من الانتهاكات في حقهم. وبالعودة إلى الوراء قليلا، عرضت فضائية" سكاي نيوز عربية"، تقريرا يرصد الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها قطر ضد العمالة الوافدة لها، لتشييد الملاعب الرياضية استعدادا لكأس العالم في 2022. وأوضح التقرير أن الدوحة تحولت إلى مقبرة للعمالة الوافدة المشاركة في تشييد ملاعب مونديال 2022، وانضم الاتحاد النرويجي لنقابات العمال لقائمة منتقدي إقامة كأس العالم في عام 2022 في قطر. وأشار التقرير إلى أن عدد وفيات العمالة الوافدة في قطر اقترب من 4000 حالة وفاة، وهناك علامات استفهام كثيرة حول انتهاكات قطر، المتمثلة في سوء التعامل مع العاملين وإعطائهم أجورا زهيدة وعدم تقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم، وفقا للعديد من التقارير الدولية بحسب تقرير«سكاي نيوز عربية». وفي سبتمبر 2018، كشف تحقيق أجرته منظمة العفو الدولية عن قيام شركة هندسية تعمل في تشييد البنية التحتية لمنشىت كأس العالم باستغلال نظام الكفالة سيئ السمعة السائد في قطر إذلال عشرات العمال الأجانب. ووفقًا لموقع "جولف نيوز"، تقاعست شركة ميركوري مينا عن دفع آلاف الدولارات من أجور واستحقاقات العمل لعمالها، مما جعلهم دون مأوى ويعانون الإفلاس في قطر. وتدعو منظمة العفو الدولية الحكومة القطرية إلى ضمان حصول الموظفين السابقين في شركة ميركوري مينا على الأموال التي يستحقونها نظير عملهم، وعلى إصلاح نظام "الكفالة" الذي سمح للعديد من الشركات باستغلال العمال الأجانب، كما وثقت منظمة العفو الدولية، وغيرها من منظمات أخرى، منذ عام 2013. وقال "ستيف كوكبورن"، نائب مدير برنامج القضايا العالمية بمنظمة العفو الدولية: "في 2017، أُشيد بالحكومة القطرية بعد إعلان برنامج إصلاحات للعمل. ولكن مع توقيع هذه الاتفاقية، فقد كان الكثير من موظفي ميركوري مينا يمكثون دون أجور في مساكن فقيرة، متسائلين أين ستأتي وجبة طعامهم التالية، وإذا كانوا قادرين على العودة إلى بلادهم وذويهم". وتستمر الانتهاكات التركية في حق العمالة، رغم محاولات النظام القطري تحسين صورته أمام العالم، بإدعاء إجراء تعديلات جديدة على قوانين العمالة، إلا أنها مجرد إدعاءات كاذبة، حيث تستمر الظروف السيئة للعمال المتواجدين في الأراضي القطرية.