شهدت قاعة ثروت عكاشة، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة ثقافية بعنوان: "استراتيجيات التراث الثقافي غير المادي في الوطن العربي"، شارك فيها أحمد على مرسي، رئيس تحرير مجلة الفنون الشعبية، والشاعر البحريني على عبدالله خليفة. قال الدكتور أحمد علي مرسي رئيس تحرير مجلة الفنون الشعبية، إنه لا يمكن تكتمل الثقافة دون إكتمال الفنون الشعبية، التي تعد العمود الفقري للتراث الشعبي في إي دولة في العالم، مشيرا إلى أن معظم دول العالم توثق ما لديها من تراث، ولكن في الوطن العربي يجد إهمال كبير في مسألة توثيق التراث العربي. وأضاف " مرسي"، خلال كلمته بالندوة أن الثقافة هي القوى الناعمة التي تستطيع أن تربط بين الشعوب بطريقة أقوى من السياسة، وهناك من يعتقد أن فقدان الحكات الشعبية لأي دولة هو بمثابة فقدان مكتبة كاملة داخل الدولة، مؤكدا على أهمية توثيق وجمع التراث للدول، لأن من ليس له ماضي ليس له حاضر ولا مستقبل. وتابع: "ريقي جف في مصر من أجل أن يكون لنا أرشيف للتراث الشعبي، فالدولة تتبع هذه الفترة سياسة ترشيد النفقات، وأول مؤسسة تسعى الدولة لتقليل ميزانيته - في سبيل تحقيق هذه الاستراتيجية - هي وزارة الثقافة، اعتقادا منهم بأنها ليست أولوية للمصريين، فحينما يتحدثون عن ترشيد النفاقات أول من يطاله هذا الأمر هي وزارة الثقافة، وبالتالي حتى الآن لم نستطع تدوين التراث الشعبي المصري حتى هذه اللحظة بسبب قلة الميزانية". وأكد "مرسي" على أن الداعم الحقيقي لفكرة توثيق التراث في الوطن العربي هو المواطنين، مضيفا: "رغم كل الإحباطات إلا اننا استطعنا أن نوثق جزء من التراث في مصر وفي عدد من بلدان الوطن العربي". وفي السياق ذاته، قال الشاعر البحريني على عبدالله خليفة، إن كل ما نقدمه لمصر لا يساوي ذرة مما قدمته مصر إلى البحرين، فأنا أتذكر أن الكتب المدرسية التي كانت تدرس لنا في البحرين كانت تطبع في القاهرة ويتم إحضارها إلى البحرين مجانا، وكانت مصر تفعل ذلك مع كل دول الوطن العربي. وأضاف "خليفة"، خلال كلمته بالندوة: "لم نفقد الحماس للعمل ف الميدان من أجل إحياء التراث الشعبي في الوطن العربي، بالرغم من الصعوبات والتحديات التي تواجهنا في عملية إحياء التراث الشعبي والفنون الشعبية في مختلف البلاد العربية". وتابع: "كان همنا الأساس هو العمل في الميدان من أجل جمع وتدوين التراث الشعبي والثقافات والفنون الشعبية، وكان هناك العديد من المجهودات الفردية ولكنها تواجه بالعديد من الإنتكاسات، وذلك بسبب الأزمة الحضارية التي تعيشها مختلف البلدان العربية". وأعلن عن نجاح أول مسح عربي ميداني لجمع 1200 حكاية شعبية وحرف شعبية، وذلك بمساعدة 100 طالب بجامعة البحرين، واستطعنا جمع هذه الحكايات في 5 أجزاء تم طباعتها وتوزع الآن في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الحالية، مشيرا إلى أنها استغرقت ما يقرب من 10 سنوات، ويعد هذا انجاز عظيم لدولة البحرين. وأشار إلى أن كل الانتكاسات التي تحدث للتراث الشعبي في الوطن العربي هو شيئ طبيعي للغاية نظرا لما يمر به الوطن العربي من عدم استقرار نتيجة الاضطرابات التي تشهدها منطقتنا في السنوات الأخيرة. وأكد "خليفة" أن عملية تدوين التراث الشعبي واحدة من أصعب المهام لأنها تحتاج لقواعد عديدة صعبة بالإضافة إلى إختلاف العديد من اللهجات داخل الوطن الواحد، وفي الوطن العربي بأكمله، كما أنها تتطلب إلى عملية من التوثيق عند الانتهاء منها وذلك لسهولة نشرها والإطلاع عليها.