قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه,، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه" (صحيح مسلم). وأضاف جمعة: "جمع لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبعا من الوصايا الثمينة في هذا الحديث الكريم، والتي تعد من الأعمدة الرئيسية لبناء المجتمع الإسلامي، المعينة له في أزماته,، والمحفزة على توثيق مشاعر الرحمة والمودة فيما بين أفراده". وتابع: "تناول الحديث شكلا آخر من أشكال تنفيس الكرب، وقد أفردها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في وصية بمفردها لتأكيدها والحث عليها وبيان عظم أجرها، فالمعسر في كرب مستمر ومن دعائه صلى الله عليه وآله وسلم اليومي "اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر"، فاستعاذ عليه الصلاة والسلام من الفقر كأنه بلاء، وقرنه بالكفر وعذاب القبر لشدته على المؤمن،, وقد جعل الإسلام سهما من اسم الزكاة للغارمين تأكيدا لأهمية التنفيس عن المسلمين في أزماتهم، والتيسير على المعسر: منه فرض ومنه مندوب، أما الفرض فهو الإنظار أي تأجيل الدين لحين ميسرة كما قال تعالى: "وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ". والمندوب هو إسقاط الدين عن المعسر، ومن عجائب هذا الفرع أن المندوب هنا له أجر أكبر عند الله من فرضه، وهو خلاف ما عليه أغلب الفروع الفقهية من كون الفرض أكثر ثوابا من المندوب إلا في أربعة فروع هذا منها، والفرع الثاني هو البدء بالسلام الذي هو سنة وهو أثوب من رد السلام الذي هو فرض، والفرع الثالث التطهر قبل الوقت، والرابع ختان الذكور قبل بلوغهم.