سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إيران المستفيد الأكبر من الضجة حول اختفاء خاشقجي.. أسعار النفط تتأهب للقفز قبل تطبيق العقوبات الأمريكية.. والتوتر السعودي الأمريكي يربك أسواق الذهب الأسود.. وطهران تلتقط أنفاسها وسط انشغال العالم
* السعودية حليف مهم للولايات المتحدة * ترامب كان يعول على السعودية لتعويض نقص المعروض من النفط الإيراني * ارتفاع أسعار النفط يعوض إيران عن تراجع الكميات المصدرة * الضجة المثارة حول خاشقجي تصرف الانتباه عن أنشطة إيران الإقليمية قالت قناة "سي إن بي سي" الأمريكية إن إيران هي المستفيد الأكبر من الضجة المثارة حول اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، والاتهامات المزعومة الموجهة للسعودية بالمسئولية عن اختفائه. وأوضحت القناة أن السعودية حليف مهم للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعول عليها في حفظ استقرار وتوازن أسواق النفط الدولية بعد دخول العقوبات الأمريكية الكاملة على إيران حيز التنفيذ في نوفمبر المقبل، حيث تستهدف تلك العقوبات وقف تصدير النفط الإيراني نهائيًا، ومن المنتظر أن تتدخل السعودية لضخ مزيد من النفط في الأسواق لتعويض غياب النفط الإيراني. وأضافت القناة أنه إذا ما تدهورت العلاقات بين الولاياتالمتحدة والسعودية على خلفية قضية خاشقجي، فقد ترتبك خطط ترامب بشأن أسواق الطاقة، إذ سيكون بمقدور السعودية في تلك الحالة ألا تزيد من إنتاج النفط، ما سيسفر عن ارتفاع أسعاره بالمخالفة لما خطط له ترامب. ونقلت القناة عن الباحث بمعهد شاتام هاوس البريطاني للدراسات سانام فاكيل أن قضية اختفاء خاشقجي تصب في صالح إيران، حيث قالت السعودية بالفعل إنها سترد على أي عقوبات أمريكية محتملة، وقد ارتفعت أسعار النفط بالفعل على خلفية الضجة المثارة حول الأمر، وهو ما يفيد إيران، خاصة خلال الأسابيع الأخيرة قبل دخول العقوبات الأمريكية الكاملة حيز التنفيذ. وقالت القناة إن هناك بعض الأطراف والشخصيات، مثل السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، تدعو الحكومة الأمريكية إلى فرض عقوبات على السعودية إذا ما ثبت صحة الاتهامات المزعومة الموجهة إليها بخصوص اختفاء خاشقجي، كما يتعرض ترامب لضغوط خارجية وداخلية بسبب علاقته الجيدة بالسعودية. وكانت السعودية وعدت في وقت سابق من هذا العام بزيادة إنتاج النفط لتعويض النفط الإيراني المتوقع اختفاؤه من الأسواق بعد فرض العقوبات الأمريكية على طهران، لكن الارتباك المحيط باختفاء خاشقجي يضع هذه الخطط على المحك، ما يحيط مصير أسعار النفط بالغموض، فيما المستفيد الأكبر من هذا الارتباك هو إيران. وأوضحت القناة أن نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانجيري قال في وقت سابق من هذا الأسبوع إن إيران تبيع النفط حاليًا بسعر 80 دولارًا للبرميل، لكن حتى بعد دخول العقوبات الأمريكية حيز التنفيذ وانخفاض حجم المبيعات الإيرانية من النفط ولو إلى النصف، فستظل عوائده شبه ثابتة بفضل الأسعار التي سترتفع. وكانت وزارة الخارجية السعودية صرحت الأحد الماضي بأن المملكة "سترد على أي خطوة (ضدها) بخطوة أقوى" وبأن "اقتصاد المملكة يلعب دورًا حيويًا ومؤثرًا في الاقتصاد العالمي"، وهي التصريحات التي فهمها المراقبون باعتبارها تلميحًا سعوديًا إلى قدرة المملكة على ترك أسعار النفط ترتفع دون تدخل لضبطها، وإن لم تشر الخارجية السعودية صراحة إلى موضوع النفط. ونقلت القناة عن الأكاديمي والمدرس بجامعة ميتشجان محمد أيوب أن قرارًا سعوديًا بخفض إنتاج النفط ولو بنسبة ضئيلة مثل 10% كفيل بأن يرفع أسعار النفط إلى ما فوق 100 دولار للبرميل، الأمر الذي يجعل من إيران المستفيد الأول من قضية خاشقجي. وأضافت القناة أنه بجانب الفائدة الاقتصادية، فإن إيران تستفيد سياسيًا من الضجة المثارة حول اختفاء خاشقجي، لأنها تصرف الانتباه بعيدًا عن الجدالات المثارة حول الاتفاق النووي الإيراني، والتدخلات الإيرانية في شئون دول المنطقة وبرامج طهران الصاروخية، كما أن أي تدهور في العلاقات السعودية الأمريكية يضر تلقائيًا بتنسيق الجهود الإقليمية لاحتواء أنشطة إيران. لكن في الوقت ذاته، نشر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو افتتاحية في مجلة "فورين أفيرز"، قال فيها إن إيران (مع كوريا الشمالية) تشكلان أكبر تهديد للولايات المتحدة، الامر الذي ينبئ بأن مسألة اختفاء خاشقجي لن تشغل الولاياتالمتحدة أو تثنيها عن متابعة جهودها لمعاقبة إيران.