قالت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمن في جيبه الفوز على نظيره الأمريكي دونالد ترامب، خلال قمتهما المرتقبة الاثنين المقبل في العاصمة الفنلندية هلسنكي، قبل حتى أن تبدأ. وأوضحت المجلة أن أحد أهم أهداف بوتين الاستراتيجية إضعاف التحالف الغربي بين الولاياتالمتحدة وأوروبا، وهو ما يبدو حقيقة واقعة مع الخلافات الحادة الناشبة بين الولاياتالمتحدة وبقية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث يكيل ترامب أطنانًا من اللوم والانتقادات إلى الدول الأعضاء بالحلف لرفضها زيادة إنفاقها الدفاعي، متهمًا إياها باستغلال مظلة الحماية الأمريكية. وأضافت المجلة أن القمة المرتقبة بين ترامب وبوتين تثير الكثير من الانقسامات داخل الولاياتالمتحدة، بما في ذلك داخل إدارة ترامب نفسها، حيث يبدو الرئيس الأمريكي متلهفًا على التقارب مع نظيره الروسي، حتى ولو كان ذلك على حساب تحالفات الولاياتالمتحدة في أوروبا ومصالح أمنها القومي. وتابعت المجلة أن بوتين، وهو ضابط مخابرات سابق متمرس، يفهم جيدًا نقاط ضعف ترامب، وسوف يستغلها لصالح موسكو، كما فعل من قبل مع الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، حين روى قصة درامية مؤثرة حول صليب أعطته إليه أمه وأنقذه من حريق في منزله ذات يوم، فقط ليخرج بوش بعدها ويقول إنه نظر في عيني بوتين وشعر أنه جدير بالثقة، وهو تصريح ساذج ندم عليه فيما بعد. وبحسب المجلة، فإن بوتين سيلعب على وتر نرجسية ترامب وحبه للإطراء، وفي الوقت ذاته سيستخدم لغة الجسد لإعطاء انطباع حول سيطرته على الرئيس الأمريكي، فهو لن يترك الأخير يقوده إلى غرفة الاجتماع وسيحاول دائمًا أن يقف بمحاذاته وليس متأخرًا عنه، وربما يترك ترامب منتظرًا لساعات قبل أن يحدد موعد وصوله لمكان الاجتماع. وتوقعت المجلة أن يستدرج بوتين ترامب إلى تنازلات مبنية على موقفه المعلنة مثل الرغبة في تقليل انتشار القوات الأمريكية بالخارج، فهو مثلا سيقنعه بالتخلي عن المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، كي يتمكن من سحب القوات الأمريكية من سوريا، كما سيحاول إقناعه بتجميد التدريبات العسكرية المشتركة مع دول الناتو على حدود روسيا.
