سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ماذا يحدث في بريطانيا؟ بوريس جونسون يوجه ضربة قاضية لعرش تيريزا ماي بعد استقالته.. الجارديان: الوزير السابق حاول "جس نبض" المحافظين لعزل رئيسة الوزراء.. وإندبندنت تؤكد: دوافع القرار سياسية بحتة
بوريس جونسون يوجه ضربة قاضية لعرش تريزا ماي بعد استقالته الجارديان: جونسون يناور سياسيًا من أجل حث الماحفظين على عزل تيريزا ماي إندبندنت: دوافع القرار سياسية بحتة شهدت قبة مجلس العموم البريطاني، أمس الاثنين، معركة داخلية شرسة بين أعضاء حزب المحافظين، فبعد الاجتماع الشهير الذي عقدته رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، يوم الجمعة الماضي، والذي نجحت خلاله في توحيد أعضاء حكومتها المنقسمة على آلية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي" بريكست"، بعد جولة مفاوضات منهكة استغرقت 12 ساعة، فجر وزير الخارجية، بوريس جونسون، منذ ساعات قليلة قنبلة مدوية بأن أعلن استقالته من منصبه احتجاجًا على سياسة ماي لل"بريكست". ولم تمر دقائق قليلة إلا وقد توالت الاستقالات على تيريزا ماي، ففي خلال 24 ساعة، استقال وزيران غير جونسون، أولهم كان وزير شئون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ديفيد ديفس أولهم، وبعده وزير دولة في وزارته ستيف بايك، ثم جاء جونسون ليكون كالصاعقة التي تحمل معها نذير شؤم على الحكومة البريطانية، بيد أن هناك حتى الآن أنباء متضاربة حول استقالة وزيرة الدولة في وزارة "بريكست"، وهي سويلا برايفرمان. وهاجم وزير الخارجية المستقيل، خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي، معربًا عن مخاوفه من أن حلم خروج بلاده من الكتلة "يموت"، ثم غرد على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قائلًا إنه "يشعر بالفخر لأنه عمل وزيرًا للخارجية"، وإنه تنحى من منصبه "هو يشعر بالحزن"، كما نشر نسخة من خطاب استقالته. وكتب جونسون في خطاب الاستقالة أن "خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لا بد أن يتعلق بالفرص والأمل، لابد أن تكون هناك فرصة لإنجاز الأمور بشكل مختلف، وأن نكون أكثر سرعة وديناميكية، وأن نعظم الامتيازات الخاصة لبريطانيا، في ظل اقتصاد عالمي منفتح ويتطلع للخارج"، مضيفًا أن "حلم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يموت ويختنق بسبب شكوك في الذات ليس لها داع"، مضيفًا أنه في ظل خطة ماي، فإن بريطانيا "تتجه إلى وضعية مستعمرة". وأفردت صحيفة "جارديان" البريطانية تقريرا مطولًا استعرضت فيه نتائج استقالة جونسون والوزيرين الآخرين، مستعينة بفرضية أن استقالة جونسون قد تمهد الطريق للإطاحة بتريزا ماي، حيث قالت الصحيفة إن جونسون وافق على مضض على مقترحات ماي خلال اجتماع الجمعة، والذي كان يهدف إلى تنظيم علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي بعد الانفصال، مشيرةً إلى أنه استمع إلى آراء ومشورة المقربين من حوله وغير رأيه بطريقة جذرية للدرجة التي جعلته يعلن استقالته. وأضافت الصحيفة البريطانية أن جونسون احتج بذريعة أن تصور ماي لمستقبل العلاقات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، سيجعل من بريطانيا مستعمرة للمعسكر الغربي، وأن خطة "بريكست" لن تكون كاملة بمعنى أن الخروج سيكون منقوصا ومعيوبا، لافتة إلى تناقض جونسون الذي كان أحد أبرز دعاه الانفصال، لكنه يستقيل الآن احتجاجًا عليه. وكشفت "إندبندنت" أن دوافع جونسون لتقديم استقالته هي دوافع سياسية بحتة، مؤكدة أن توقيت الإعلان عن الاستقالة كان مدروسًا جيدًا من قبل الوزير السابق، الذي بدا راغبًا في توجيه ضربة قاضية لها في هذا الوقت من خلال الترويج لفكرة أنه يجب حجب الثقة عن تيريزا ماي داخل حزب المحافظين. وقالت "الجارديان" إن الأزمة الحقيقية التي تواجهها تيريزا ماي لا تكمن في حزب المحافظين بشكل عام ولا حزب العمال الذي لا يمثل الأغلبية في مجلس العموم، لكنها بالأحرى الآلية التي تعرف باسم آلية "لجنة 1922"، والتي تسمح ل15% من نسبة أعضاء الحزب أي 48 عضو من أصل 316 عضو، بسحب الثقة من رئيس الوزراء، وعندها يستطيع رئيس اللجنة بتجميع كل أصوات كتلة المحافظين في مجلس العموم، وتبدأ عملية التصويت في اليوم التالي، وفي حالة تم التصويت على سحب الثقة، يجبر رئيس الوزراء على الاستقالة، ويفتح باب الترشح للمنصب. ووصفت صحيفة "تليجراف" البريطانية هذه المناورة بأنها "جس نبض" من قبل جونسون، لمعرفة ما إذا كان المحافظون على استعداد لسحب الثقة من تيريزا ماي أم لا، لذلك رأى أن تقديم الاستقالة هو التصرف المناسب لتوجيه ضربة إلى رئيسة الوزراء، التي لم تتوانى عن الاستسلام وفضلت أن تخوض الحرب إلى النهاية، وعينت جيريمي هانت وزيرا للخارجية، ولم تتأخر أيضًا في تعيين خليفة لديفيس، ناهيك عن أن دومينيك راب، النائب المشكك بجدوى الاتحاد الأوروبي، ستحمل عبء تمثيل المملكة المتحدة في مفاوضات خروجها من التكتل، ومواجهة القادة الأوروبيين الذين ملوا من مماطلة الحكومة البريطانية حول توجهات "بريكست" ل9 أشهر.