داخل كل منا يدور صراع بين العقل والقلب فما يتمناه قلبك لا يتقبله عقلك وما يختاره عقلك لا يريده قلبك فما هو الحل ؟ هل هناك حل وسط لإرضاء كلا الطرفين ؟ أم ستختار بعقلك الاختيار الصائب وتأتي علي حساب مشاعرك أم ستندفع خلف مشاعرك دون حسابات وتندم لاحقا فإن اخترت بأحدهم دون الآخر فقد تعيش حياه غير سوية فماذا عليك أن تفعل حتى لا تظلم نفسك بينهم؟ في التأني السلامة بمعني إن ليس كل من يعبر لك عن أعجاب فهو يريد أن يشاركك حياتك وليس كل من يقول لك بحبك فهو حقا يحبك وليس كل من يهتم بك تتعلقين به وترسم مخيلتك له صورة فارس الأحلام الذي يأتي علي حصانه الأبيض ليخطفك إلي عالمه الذهبي ويعوضك عن كل ما فاتك قبله,وليس كل ظهور لأحدهم صدفة بعد عدة سنوات هو قدرك ويقوم خيالك مرة أخري بلعب دور كبير بإقناعك به وتحاولين تقبله وهي من الأساس مجرد صدفة لم تستمر إلا بضع دقائق,وليس كل من يطيل النظر لك من النافذة,العمل والشارع هو حب من أول نظرة فحتى لا تنصدمي بالواقع فعليكِ التأني في الاختيار لأنكِ في جميع الأحوال ستعشقين من يحترمك ويحبك ويدللك ويهتم بك,فلماذا لا تعقلي الاختيار أولا بناءا علي مواصفات هذا الشخص أخلاقيا واجتماعيا وثقافيا وهل هو من الأساس يناسبك أم لا ؟ ......... ستجبين علي قائلة قد يكون به جميع المميزات ولكنني لا أشعر تجاهه بشيء . نعم معك كل الحق ولذلك هو أيضا غير مناسب, فقبولك للشخص أيضا أمر ضروريا فأنت غير مجبرة علي الارتباط بشخص لا تتقبليه وغير مرتاحة بوجوده وأري الكثير من الشابات ينجرفن خلف مشاعرهن دون أدني تفكير وبالنتيجة يتأذون من هذه العلاقات العابرة غير الحقيقية التي تستنزف مشاعرهم وأوقاتهم وأعصابهم وفي بعض الأحيان أموالهم,ولذلك يجب قبل الدخول في أي علاقة أن تطرحي علي نفسك هذه الأسئلة 1. هل هذا الشخص يناسبني أم لا ؟ 2. هل سيكون علي قدر المسئولية ؟ 3. هل سيكون زوجا صالحا؟ 4. هل يصلح أن يكون في المستقبل أبا لأبنائي ؟ وأجيبي بعقلك أولا ولا تقاومي حدثك فأن شعرتي أن قلبك مقبوض لا تقاومي أحساسك وبدون تردد انصرفي عن هذا الموضوع ,وإن وجدتيه مناسبا ولكن به بعض العيوب المقبولة حاولي أن تتكيفي معها لأنك أيضا غير كاملة. أعلم أن الحب هو أسمي ما في الوجود وهو صانع المعجزات والحياه بدونه لا معني لها ولكن الأهم من هو الشخص الذي يستحق هذه المشاعر الجميلة النبيلة أهو الذي يتركك وحدك في منتصف الطريق....أم هو الذي يعلو صوته عليك ويضربك أمام الجميع بدافع غيرته أم هو الذي يطالبك بدفع أجرة التاكسي والغداء في المطعم أم هو الذي يترك علي عاتقك المسئولية الكاملة للبيت والأولاد !أم هو الذي يخذلك دائما مع كل فرصة ثانية تعطيها له ! أ هذا هو الذي يستحق مشاعرك ؟ فتأني يا حواء فالاختيار ليس سهلا ومشاعرك غالية لا تعطيها إلا لمن يستحق ومن تشعرين معه بالأمان ومن كان غير جاد معك لا تضيعي وقتك معه وتجنبي دائما من يشعرك بالقلق والأرق والإحباط ويهبط من عزيمتك وارادتك و يتجاهل وجودك فأنت أغني الناس عنه,ويوما ما ستجدين الرجل المناسب ولكن لا تنسي أن تكوني أنتي أيضا له المرأة المناسبة,وماذا لو لم تجدي آدم يا حواء ؟ اصنعى مستقبلا يليق بك.