دعا ليخ فاوينسا رئيس بولندا الأسبق إلى ضرورة التمسك بالقيم الأصيلة للإنسان في مرحلة العصر الرقمي ، مؤكدا على الدور الهام الذي تتحمله النخب الثقافية في هذا الإطار. جاء ذلك خلال كلمة "فاوينسا" اليوم "الخميس" أمام الجلسة الافتتاحية لفعاليات اليوم الثاني والأخير للدورة السابعة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، التي تُعقد في مركز اكسبو الشارقة تحت شعار "الألفية الرقمية .. إلى أين؟". وأشار "فاوينسا" إلى الرسائل والتوجيهات التي تطرق إليها الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة في كلمته خلال حفل انطلاق المنتدى أمس والتي ركزت على القيم التي ينبغي التمسك بها ونحن نواكب ونعيش في العصر الرقمي ونستجيب لمتغيراته. ودعا "فاوينسا" إلى ضرورة أن تطلع البلدان الأوروبية على تجربة الشارقة في مجال الاتصال الحكومي، والتطورات التكنولوجية. واستعرض "فاوينسا" ، في كلمته، التحولات التاريخية التي جرت للعالم خلال القرن الماضي ، التي انقلبت مع بداية عصر التكنولوجيا وعصر الآلة، حيث مر العالم بمرحلة أطلق عليها فاوينسا "عصر الكلمة" ليدخل من بعدها في عصر تتسارع فيه الأفكار، وتطغى فيه التكنولوجيا على القيم الأصيلة للإنسان، مؤكدًا أن هذا التحدي الذي يواجهه المجتمع العالمي اليوم، وخاصة في القارة الأوربية يحتم عليه الوقوف عند تجارب ناجحة في إدارة العصر الرقمي مثل تجربة الشارقة . وشدد "فاوينسا" على أن الدور الأكبر اليوم تتحمله النخب الثقافية ، التي كانت في السابق قادرة على تقديم رسائل وقيم تجعل المجتمعات في إطار متوازن، أما اليوم، فيغيب دور النخب، ويتراجع دورها للحد الذي بات العصر الرقمي يشكل تهديدًا لبنية المجتمع المعاصر. ومن جانبه ، قال مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة "طارق علاي" ، "إننا ندرك جميعًا الدور الكبير لأدوات العصر الرقمي التي باتت الأكثر تأثيرًا بالأفكار وبحياة الأفراد وتغيير أنماط المجتمعات وتوجهاتها وهو ما يفرض علينا توظيفًا أمثل لمثل هذه الأدوات في الاتصال الحكومي الذي نريده أن يكون صادقًا وشفافًا وواضحا". وأشار إلى أهمية الاستثمار في تنامي استخدام الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، لافتا إلى أن الإحصاءات المتخصصة تشير إلى أن عدد مستخدمي الإنترنت يزيد عن أربعة مليارات شخص في العالم، أي أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية من السكان، في حين تجاوز عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ثلاثة مليارات نسمة، مشددا على أن هذه "القوة الرقمية" يجب أن يتم استثمارها جيّدًا في الاتصال الحكومي لتكون مساهمًا إيجابيًا في تطوره وانتشاره. وأكد أن المنتدى الدولي للاتصال الحكومي يتطلع هذا العام، من خلال الجلسات النقاشية، والخطابات التفاعلية، والورش التدريبية، التي ينظمها إلى بحث كيفية تعزيز الاستفادة من هذا الحضور الكبير لأدوات العصر الرقمي لصالح المجتمعات والدول والإنسانية جمعاء، وتحقيق تواصل شفاف واتصال أمثل بين كافة مكونات النسيج المجتمعي، من الأفراد والمؤسسات.