قصفت طائرات حربية سورية مقرًا لمقاتلي المعارضة قرب الحدود مع تركيا يوم الاثنين لكنها أخطأت الهدف بينما دفعت مئات السوريين إلى الفرار عبر الحدود. وجاء الهجوم الذي استهدف قاعدة للجيش السوري الحر في قرية أطمة الواقعة على مسافة كيلومترين من الحدود قبل يوم من بدء محادثات بين مسئولين من تركيا وحلف شمال الأطلسي لتحديد مواقع نشر بطاريات صواريخ أرض جو قرب الحدود التي تمتد 900 كيلومتر. وتركيا داعم رئيسي للمعارضين الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وانطلقت المقاتلات التركية عدة مرات الى منطقة الحدود الحدود مع سوريا وردت القوات التركية باطلاق النار عندما سقطت قذائف سورية داخل تركيا. غير أن أنقرة التي ترفض اعتراض سوريا على نشر صواريخ باتريوت ووصفها لهذه الخطوة بأنها "استفزازية" أكدت أن هذه الصواريخ لن تستخدم إلا للدفاع عن الأراضي التركية وليس لإقامة منطقة حظر طيران داخل سوريا كما يطالب مقاتلو المعارضة لتحييد القوات الجوية السورية. وفي معرض وصفه لقصف قاعدة الجيش السوري الحر قال ناشط معارض يدعى أحمد يقيم على مسافة قريبة من القاعدة "جاءت مقاتلتان سوريتان وأطلقتا خمسة صواريخ. أصابت ثلاثة منها مناطق زراعية وأصاب الآخران مباني قريبة من القاعدة." وكان هجوم يوم الاثنين من بين أكثر هجمات المقاتلات السورية قربا للحدود التركية وقال أحمد إنها المرة الأولى التي تستهدف فيها الطائرات قاعدة الجيش السوري الحر التي أنشأها المعارض البارز مصطفى الشيخ عندما عبر الحدود من تركيا إلى سوريا قبل شهرين. وقال نشطاء إن مقاتلي المعارضة أطلقوا النيران المضادة للطائرات صوب المقاتلات السورية لكنها كانت تحلق على ارتفاع عال للغاية حال دون إصابتها وقال أحمد "أعتقد أن سبب الغارة ربما يتعلق بزيادة عمليات نقل الأسلحة "من تركيا". وفر مئات السوريين إلى تركيا بعد الغارة ويقدم لهم الجيش التركي الرعاية اللازمة ونقل اثنان على الأقل من الجرحى عبر الحدود. وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية أن قذيفة مضادة للطائرات أطلقت خلال اشتباكات في بلدة حارم السورية الواقعة على الحدود سقطت على سقف منزل في منطقة ريحانلي التركية دون أن تسبب خسائر بشرية. وبعد 20 شهرا على بدء الصراع يشدد مقاتلو المعارضة قبضتهم على أراض زراعية ومناطق حضرية شرقي وشمال شرقي دمشق وسيطروا على عدة قواعد عسكرية في الأيام العشرة الماضية. ويبدأ فريق مشترك بين تركيا وحلف الأطلسي يوم الثلاثاء العمل على تحديد مواقع نشر صواريخ باتريوت وعدد الصواريخ التي يلزم نشرها وعدد الأفراد الأجانب الذين سيتم إرسالهم لتشغيلها. ولا تريد تركيا التورط في القتال غير أن قرب الغارات السورية من حدودها يثير قلقها. وتشعر أنقرة بالقلق أيضا بشأن أسلحة سوريا الكيماوية وأزمة اللاجئين على حدودها وما تصفه بالدعم السوري للمتمردين الأكراد في أراضيها. ويقول نشطاء إن أكثر من 40 ألف شخص قتلوا في الحرب الأهلية السورية التي بدأت بمظاهرات سلمية تطالب بالإصلاح ثم تحولت إلى مطلب إسقاط حكم عائلة الأسد الذي بدأ قبل 42 عامًا. وتزداد هجمات قوات المعارضة -وأغلبها من السنة- على قوات الاسد فعالية وتأثيرا باطراد ورد الاسد الذي ينتمي الى الاقلية العلوية الشيعية بتكثيف استخدام القصف المدفعي والجوي. وفر مئات الآلاف من السوريين إلى الدول المجاورة وصار ما يزيد على مليوني شخص نازحين داخليا وقالت المعارضة الأسبوع الماضي إن إعادة إعمار البلاد ستحتاج الى 60 مليار دولار. ومن بين المنشآت العسكرية التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في الأيام العشر الماضية منشأة كبيرة في محافظة حلب الشمالية وعدة قواعد حول العاصمة دمشق. وقال نشطاء يوم الاثنين إن مقاتلي المعارضة سيطروا على سد تشرين على نهر الفرات شرقي مدينة حلب. وأظهرت لقطات مصورة بثت على الانترنت مسلحين داخل ما يبدو أنه غرفة التحكم التي لم تلحق بها أضرار خلال الاستيلاء عليها. وأظهرت لقطات أخرى بعض المقاتلين يفتحون صناديق ذخيرة من بينها واحد كتب عليه أنه يحوي قذائف صاروخية وقالوا إنهم استولوا على الذخيرة من قوات الأسد التي كانت تحرس السد. وقال مقاتلو المعارضة أمس الأحد إنهم سيطروا على قاعدة لطائرات الهليكوبتر شرقي دمشق محققين تقدما جديدا في معركة الإطاحة بالأسد التي تقترب من العاصمة. وتقع قاعدة مرج السلطان على مسافة 15 كيلومترًا من دمشق وهي ثاني منشأة عسكرية على مشارف العاصمة السورية ترد أنباء بسقوطها في أيدي معارضي الأسد هذا الشهر وقال نشطاء إن مقاتلي المعارضة دمروا طائرتي هليكوبتر وأسروا 15 فردًا. وظهر أحد مقاتلي المعارضة في تسجيل بث على الانترنت يصور ما قال نشطاء إنه مطار مرج السلطان وهو يصيح قائلا "قادمون إليك يا بشار" ولم يتسن التأكد من صحة هذه الأنباء من مصدر مستقل بسبب القيود المفروضة على وسائل الإعلام غير الحكومية. ويحكم مقاتلو المعارضة قبضتهم على أراض زراعية ومناطق حضرية شرقي وشمال شرقي دمشق بينما تجري معركة شرسة منذ أسبوع في ضاحية داريا قرب الطريق السريع الرئيسي المؤدي الى الجنوب. وقال المعارض البارز فواز تللو من برلين إن المعارضة ترى في الأفق بداية مؤشرات على حصار مقاتليها للعاصمة دمشق. وأضاف أن قاعدة مرج السلطان قريبة للغاية من الطريق المؤدي إلى مطار دمشق ومن المطار نفسه مشيرا إلى أن مقاتلي المعارضة يقتربون على ما يبدو من قطع هذا الطريق وكذلك الطريق الرئيسي المؤدي شمالا إلى حلب. وتتمركز الوحدات العسكرية الاشد ولاء للأسد وأغلبها علويون في دمشق.