قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إن الإرهاب هو الموجات التي انتشرت حول العالم وتدفع به إلى نفق مظلم، في تحدٍ صارخ لجميع القيم والأعراف الدينية. وأضاف البابا، خلال كلمته في مؤتمر بيت العائلة المصرية "معا ضد الإرهاب"، الذي يعقد صباح اليوم، الثلاثاء، بأحد فنادق القاهرة، والتي ألقاها نيابة عنه الأنبا أرميا، الأسقف العام، أنه يجب على العالم كله أن يتكاتف لمواجهة الإرهاب الذي يحمل في طياته معالم الدمار للقيم والمفاهيم، وترويع الآمنين في تعدٍ صارخ على كرامتهم وحرياتهم. ولفت إلى أن تعاليم الأديان سعت لمد يد السلام للبشرية، والكتاب المقدس يقول: "كل من يبغض أخاه هو قاتل نفس"، والقرآن قال: "لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"، و"إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل". وأوضح أن حرية الاعتقاد مكفولة للجميع، فهي علاقة بين الإنسان والله، وقد قال في القرآن الكريم: "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين"، مشيرا إلى أن دستور المدينة أيام النبي (صلى الله عليه وسلم) كفل حقوق غير المسلمين في المواطنة". وأشار إلى الخليفة أن عمر بن الخطاب قرر كفالة من بيت مال المسلمين، لأهل الكتاب، وأن العلماء والخلفاء على مر العصور أوصوا بحسن معاملة غير المسلمين، فكانت العلاقة بين المسلمين والمسيحيين جيدة وقوية. وأكد أن الشيخ محمد عبده يعد نموذجا جيدا في عدم التفرقة بين المسلمين والمسيحيين على أساس الدين. وتابع: "يجب علينا التوحد ضد العنف والتعصب والإرهاب بجميع صوره، فالموت لا يجلب معه إلا موتا ودمارا"، مشيرا إلى أن ويلات الإرهاب تنصب على الجميع وليس ضحاياه فقط، لافتا إلى أن "التسامح سيظل البناء الذي نبتغيه مرهونا بالعمل معا على إرساء السلام، الذي سيظل اسما من أسماء الله، وإطلاق طاقات البشر الإبداعية".