«الحق يا مولانا.. الحق يا سيدنا.. واحد برة معاه بندقية على كتفه وطالع بيها على الكنيسة»، بهذه الكلمات استقبل الشيخ طه رفعت إمام وخطيب مسجد الدسوقى نبأ الهجوم الإرهابى على كنيسة مارمينا بحلوان صباح أمس الجمعة قبل أداء صلاة الجمعة. وقال الشيخ، إنه يحضر كعادته كل جمعة إلى المسجد قبل موعد صلاة الجمعة بساعتين، لتحضير الخطبة وتهيئة المسجد للصلاة، حتى حضر له أحد المصلين قائلا: «الحق يامولانا الحق يا سيدنا فى واحد ماسك بندقية وشنطة ورايح على الكنيسة، وبعدها ذهب مسرعا إلى بوابة المسجد لاستطلاع الموقف، وسمعت دوى إطلاق نار من ناحية الكنيسة». وأضاف رفعت: «توجهت مباشرة إلى مكبرات الصوت وصرخت فى الميكروفون "اذهبوا إلى الكنيسة تتعرض إلى هجوم إرهابى، واحموا أخواتكم الأقباط»، وكررت ندائي عدة مرات حتى يتنبه من بداخل الكنيسة والمواطنين المتواجدين بالشوارع للنداء. وأكد إمام المسجد، أنه فور سماع المواطنين النداء هرعوا إلى الكنيسة، واستطاع أحدهم الإمساك بالإرهابى، مشيرا إلى أنه حضر من قرية منشأة عمرو بمركز الفشن محافظة بنى سويف إلى القاهرة للدراسة فى جامعة الأزهر، وتخرج عام 2016 بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف بكلية الشريعة والقانون، وأنه منذ قدومه لم يسمع عن مشكلة بين مسلم ومسيحى وأن الجميع يعيش فى سلام واحترام. وأشار إلى أن ما قام به هو واجب وطنى تجاه أى شخص يريد الحفاظ على مصر من خطر الإرهاب والأفكار المتطرفة وهدم نسيج الوطن أو محاولة نشر العنف بين أطياف الشعب الواحد. وأوضح أن العمل الإرهابى عمل خسيس وجبان ولن ينال من عزيمة الشعب المصرى، مطالبا المصريين جميعا أن يكونوا على قلب رجل واحد ولا يسمحوا لأى أحد أن يفكك نسيج هذا الوطن. وتابع إمام المسجد، أنه أخطر الشيخ شعبان عبد الحليم بأوقاف حلوان بالواقعة، فطلب منه الانتظار حتى حضر بوفد من الشيوخ وذهبوا إلى الكنيسة لتقديم واجب العزاء، ووجه إمام المسجد الشكر لجهود رجال الأمن لحضورهم بسرعة لمكان الحادث وتتبع الجناة. وكان مسئول مركز الإعلام الأمنى، قال إن الأجهزة الأمنية المعينة لتأمين كنيسة مار مينا بحلوان تصدت صباح الجمعة لمجهول يستقل دراجة بخارية حال محاولته اجتياز النطاق الأمنى الخارجى للكنيسة. وقامت القوات بالتعامل الفورى معه ونجحت فى إلقاء القبض عليه عقب إصابته وضبط معه سلاح آلى و5 خزن "150 طلقة" وعبوة متفجرة قبل قيامه بمحاولة إلقائها على الكنيسة، أسفر ذلك عن استشهاد أمين شرطة و6 مواطنين وإصابة 4 آخرين من بينهم أمين شرطة تم نقلهم للمستشفى لتلقى العلاج. وتشير المعلومات إلى أن الإرهابي كان يستهدف اختراق النطاق الأمنى من خلال إطلاق أعيرة نارية ثم تفجير العبوة الناسفة بالقرب من الكنيسة بهدف إحداث أكبر قدر من الوفيات والمصابين إلا أن سرعة رد فعل القوات وتبادلها إطلاق النيران حال دون ذلك. ويعد هذا الإرهابى من أبرز العناصر الإرهابية النشطة وسبق له القيام بالعديد من الحوادث الإرهابية، والتى أسفرت عن استشهاد عدد من رجال الشرطة والمواطنين، ويشار إلى أن الإرهابي كان أطلق عددا من الأعيرة النارية تجاه أحد المحال التجارية بمنطقة مساكن أطلس قبل إقدامه على ارتكاب الواقعة ما أسفر عن استشهاد مواطنين كانا داخل المحل .. وتم اتخاذ الإجراءات القانونية. وأسفر الحادث عن استشهاد كل من «عماد عبدالشهيد 45 سنة، وصفاء عبدالشهيد 43 سنة، وديع القمص مرقس 65 سنة، ايفلين شكر الله 52 سنة، وجيه اسحق 90 سنه، رضا عبدالرحمن 45 سنة من القوة الأمنية» كما استشهد شخصان آخران لتعرضهما لهجوم من نفس المسلحين فى محل أجهزة منزلية بمنطقة المشروع بحلوان، يملكه شخص مسيحي، وهما روماني شاكر، وعاطف شاكر.