أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية، أن تنظيمات الإرهاب تعمل بشكل متضافر فيما بينها عبر المنطقة العربية، والأقاليم المجاورة لنا، ولا يُمكن التصدي لمخططاتها سوى باستجابة جماعية، وعمل مُنسق متواصل على المستوى العربي. وقال إن المنظومة العربية في مُجابهة الإرهاب واجتثاثه تحتاج إلى دعمٍ وتحديث وتمكين، لتصير أكثر قدرة على التعامل مع التهديدات الإرهابية في صورها المختلفة والمستجدة، موضحا أن هذه التهديدات تُغير طبيعتها وتبدل أدواتها وأساليبها بشكل متسارع للتعامل مع الضغوط المفروضة عليها، ويتعين على المنظومة العربية مواكبة هذه التحديات الجديدة، بل واستباقها على كل المستويات، الأمنية والمالية والقضائية والإعلامية. جاء ذلك خلال كلمته فى اجتماع مجلس الجامعة العربية الطارئ الذى عقد مساء اليوم فى مقر الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، بطلب من مصر، لبحث الحادث الإرهابى فى مسجد الروضة بشمال سيناء. وقال أبو الغيط إن اجتماعنا اليوم هو رسالة تضامن مع مصر ومساندة كاملة لها في الحرب الضروس التي تخوضها ضد التنظيمات الإرهابية، مضيفا: " لقد أدنا الحادث الإرهابي الجبان في مسجد الروضة بشمال سيناء، وتقدمنا بخالص العزاء والمواساة لأسر الضحايا". وأضاف أن هذا الحادث الأليم مثل بتفاصيله البشعة المجردة من كل معاني الإنسانية، هزة للضمير المصري والعربي، بل والعالمي، وهو في نفس الوقت جرس إنذار للجميع، بأن خيال الشر لدى هذه الجماعات الضالة والمنحرفة لا يلبث أن يتجاوز في كل يوم مستويات جديدة وغير مسبوقة في الوحشية والإجرام. ودعا أبو الغيط مجلس وزراء العدل والداخلية العرب لمواصلة عملهما الهام بهدف تفعيل الآلية التنفيذية للاتفاقية العربية لمُكافحة الإرهاب الموقعة عام 1998، كما دعا إلى تعزيز الجهود القائمة بالفعل من أجل إنشاء شبكة التعاون القضائي العربية في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، ودعا ايضا مجلس وزراء الداخلية العرب إلى النظر في إنشاء قاعدة بيانات خاصة بالمُقاتلين الإرهابيين الأجانب، وبحيث يجري تداول هذه البيانات بصورة شفافة بين الدول العربية. وجدد التضامن مع مصر في معركتها مع الإرهاب، وقال: "أقف احترامًا للشهداء الذين يسقطون من مصر، ومن كافة البلدان العربية المنخرطة في هذه المعركة الشريفة من أجل تخليص بلادنا من هذه الآفة الخطيرة التي تُمثل التهديد الأكبر لمجتمعاتنا في المرحلة الحالية .. وثقتي أننا جميعًا – بوحدتنا وجهدنا الجماعي- قادرون على دحر الإرهاب واجتثاثه من تربتنا العربية بإذن الله".