اتخذ التصعيد بين تركيا والاتحاد الأوروبي شكلا جديدا تمثل في حرب "الشاورما"، حيث تتجه أوروبا إلى منع الشاورما أو ما يعرف باسم الكباب التركي بسبب مخاطره الصحية. ويتجه الاتحاد الأوروبي لإقرار قانون جديد من شأنه أن يؤدي لأول مرة إلى منع بيع وتقديم الشاورما التركية (دونر) التي تنتشر في أغلب المدن الرئيسية بأوروبا، خصوصا في ألمانيا التي يعيش فيها أكثر من 5 ملايين تركي، إضافة إلى بريطانيا التي تشكل ساندويشات ال"دونر" منتجًا مهمًا لمطاعم الوجبات السريعة. أما سبب المنع المرتقب فهو وجود ارتباط مباشر بين هذه الشاورما التركية وبين أمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين، كما أنها تحتوي على كميات من الفوسفات تتجاوز المستويات التي تسمح بها قوانين الصحة المعمول بها في الاتحاد الأوروبي. وفيما لا يزال من غير المعروف إن كانت سلطات الاتحاد الأوروبي ستقر القانون أم لا، إلا أن هذه المعلومات أثارت موجة من الغضب والجدل في أوساط العاملين في هذا المجال، حيث يوجد آلاف المطاعم التركية ومطاعم الوجبات السريعة التي تقدم الشاورما في مختلف أنحاء أوروبا والذين زعموا وجود "تمييز عنصري ضد الدونر التركي". ونقلت صحيفة "مترو" البريطانية عن بعض الغاضبين من القرار المتوقع قولهم إن "الكثير من أنواع النقانق تتضمن الفوسفات الذي يتواجد في الشاورما، ومع ذلك ستظل مسموحة ولن يتم حظرها". وقال بارس دونمز الذي يملك مطعمًا للكباب في العاصمة الألمانية برلين "إنهم يبحثون عن الطرق التي يمكن من خلالها ضرب الأعمال التجارية التركية هنا". وأضاف: "هذا المنع يمكن أن يكون الضربة الأكبر التي يمكن أن نتخيلها لأعمالنا". ويثير القانون المقترح جدلًا داخل البرلمان الأوروبي منذ عدة أيام بعد أن صوتت لجنة الصحة بالموافقة عليه، وهو ما يعني أنه من المحتمل أن يصبح قانونًا ملزمًا لكل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. ويرى المشرعون الأوروبيون بناء على العديد من الدراسات الصحية الحديثة أن لحوم الكباب والشاورما التي تقدمها المطاعم ربما تُعرض الأوروبيين لخطر الإصابة بأمراض القلب بصورة أكبر.