قال الدكتور محمد محسوب، وزير الدولة للشؤون النهارية والمجالس الليلية، فى محكم تصريحاته الفيسبوكية: «مصر يجب أن تصبح دولة نهارية وليست ليلية»، وماله يا خويا نهارية نهارية، زى بعضه، والله كنت بحسبها ليلية، والنهار له عينين، إنت يا خويا مفتح ولا محسوب، إياك محسود، ولا يهمك نهارية نهارية، تسقط الدولة الليلية، الليل غدار، خدنا من الليل إيه غير التار والعار!. البلد بلدكم، أنتم أصحاب البلد وإحنا ضيوف نهاراً، تصحّوها تنيّموها، المهم قولوا لعين الشمس ما تحماشى، والله يا محسوب يا أخويا ومالك علىّ ولا على المصريين يمين، خمسين سنة مرت زى الثوانى وأنا فاكرها دولة نيلية، حتى الخوجة بتاع الجغرافيا رأسه وألف سيف إنها دولة نيلية، قلت يا خوجة مصر دولة نهارية، حتماً ولابد تراجعوا كتب الجغرافيا، صحيح الأرض تلف حول نفسها، وكل ليل آخره نهار، ألا أيها الليل الطويل ألا انجلى بصبح وما الإصباح منك بأمثل، وطلعت يا محلا نورها شمس الشموسة، نهارية وراس أبويا العمدة. يخيبه المسيو هيرودوت، قال إيه «مصر هبة النيل»، ومصر دولة نهرية، عموماً نهرية زى نهارية، الدول إخوات، إن الدول تشابهت علينا، ويخلق من الشبه أربعين، أنا طول عمرى شاكك فى هيرودوت، مصر هبة النيل، طيب إزاى والنيل نجاشى مش رشيدى، معلوم مصر دولة نهارية، تصحو نهاراً وتنام ليلاً، وتحيض، وعندما تبيض يغنوا لها حلاوة شمسنا وخفة ظلنا، الجو عندنا حار جاف ليلاً دافئ ممطر نهاراً. معلوم الحضارة الفرعونية حضارة نهارية، وتروى حوائط المعابد عجباً، فراعين الدولة الحديثة كانوا يعانون من نقص حاد فى الغاز والبنزين والسولار، واستهلاك غير مبرر للكهرباء، كانوا يضيئون وادى الملوك ليلاً تحيةً للأرواح، وكانوا يمدون بلاد «بونت» بالسولار والبنزين مجاناً على هيئة مساعدات، شعب «بونت» كان يرزح تحت الاحتلال الحبشى. ذات ليلة والناس نيام، أشار الوزير الأول «هش قن دل»، بمعنى الوزير أبولحية صغيورة على الفرعون «سى مى رسى» بمعنى الرئيس الطيب قوى، بأن يرتدى الشعب ملابس قطنية ويتعشى وينام وندبح له جوزين حمام، الفرعون الطيب أصدر مرسوماً ملكياً بأن ينام الشعب ليلاً ويصحو نهاراً، الشعب السهران فى دنيا الخيال خرج عن طوره فى ثورة ليلية عارمة، وقرر النوم فى الشوارع نهاراً والسهر فى الشوارع ليلاً، وفتحت أبواب مقهى «أحمس» حتى ظهور الشفق، وسهرت سينما «طيبة» حتى أذان الديكة، فيما سمى ثورة «ولاد الليل وآخره»، وهنا أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح، تصبح على خير يا محسوب أفندى. نقلا عن المصري اليوم