* الجفري: * المسلمون في حاجة ماسة لاستيعاب مفهوم التنمية بالفتوى * رئيس الفتوى بموريتانيا: الحروب في بعض الدول حاليا سببها الفتاوى الشاذة * مفتي ماليزيا: الفتوى عندنا لا تصدر إلا عن الجهة الرسمية وبالإجماع * جعفر عبد السلام: مراعاة احتياجات الإنسان ضرورة عند إصدار الفتاوى * مفتي دبي: بيان شرع الله للناس لابد أن يكون عن فهم صحيح للدين انتهت فعاليات اليوم الأخير من مؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، والذى نظمته دار الإفتاء تحت عنوان «دور الفتوى فى استقرار المجتمعات»، بمشاركة وفود أكثر من 63 دولة. وأدار الجلسة الختامية، قاضى قضاة المملكة الأردنية عبد الكريم سليم السليمان، وجاءت تحت عنوان: «التنمية بالفتوى الاستراتيجية والضوابط». وأكد الداعية اليمنى، الحبيب على الجفري، أن الرجوع لصاحب العلم أهم أسباب النماء والارتقاء، فقد سأل المصريون من قبل سيدنا يوسف نجدتهم لأنه عالم حينما قالوا كما قال تعالى: «يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ»، موضحًا أن الشاهد فى ذلك هو رجوع الناس للخبير والعالم وهو سيدنا يوسف وكان له الفضل في إخراج مصر من المجاعة. وأضاف «الجفري»، فى كلمته بمؤتمر الأمانة العامة لدور الإفتاء بالعالم، أن الشريعة خاطبت الإنسان بكل مكوناته القلب والعقل والروح والجسد، منوهًا بأن الإفتاء مهمة تقوم على الاستخلاف في الأرض وحُسن عمارتها. وأوضح أن الفتوى اليوم تمر بتحدٍ كبير وهو قرب انتهاء مرحلة ما بعد الحداثة، وفي طور الانهيار، والعالم الآن يتهيأ لمرحلة جديدة تستغرق ربع قرن لتتشكل وتصبح أسلوب حياة، وإن كنا تغيبنا في المرحلة السابقة حينما شكل الغرب شكل العالم فلابد ألا نتغيب مرة أخرى. ونبه على أننا في حاجة ماسة لاستيعاب مفهوم التنمية بالفتوى، ووضع استراتيجية له، منوهًا بأننا فى هذه الأيام نتعرض لهجمة شرسة على التراث وتصيد لبعض العبارات وتقديمها كمدلول على تخلف التراث، وهذا خطأ. وطالب «الجفري»، العلماء، بمراعاة فروض الكفايات في العصر الراهن، وهي تجديد الفتوى والسعي لحصول الكفاية بالأمة، وألا تكون الأمة عبئًا على العالم، والحفاظ على أمانة العمارة والاستخلاف، والنهوض للتنمية بالفتوى. بدوره، أشاد الدكتور محمد مختار إمبالة، رئيس هيئة الفتوى بموريتانيا، بنجاح دار الإفتاء المصرية فى تنظيم مؤتمر "دور الفتوى فى استقرار المجتمعات"، مؤكدًا أن المؤتمر جاء فى وقت مثالي جدًا، خاصة مع انتشار الفتاوى المضللة والشاذة فى العديد من البلدان العربية. وقال «مختار» إن الفتوى لها مكانة عظيمة عند الله عز وجل، وإن ما تمر به بعض البلدان حاليًا من حروب وغيرها ما هى إلا نتيجة لبعض الفتاوى الشاذة والمضللة، مؤكدًا أنه على المفتى مراعاة العديد من الجوانب عند تصديه لأي مسألة حتى لا يخرج عن الطريق الصحيح لها. من جهته، وجّه الشيخ ذو الكفل البكري، المفتي الفيدرالي لدولة ماليزيا، الشكر لدار الإفتاء المصرية على حسن تنظيم مؤتمر الأمانة العامة لدور الإفتاء بالعالم، مشددًا على أن للفتوى مكانة عظيمة لذا نالت اهتمامًا خاصًا من العلماء فحددوا صفتها وصفة القائمين بها لأن من يتبوأ الفتوى يتبوأ مقامًا عظيمًا. وأضاف أن العلماء وضعوا ضوابط كثيرة للفتوى، ومنها أهلية المفتي، فهو توقيع عن الله، ولابد للمتصدر لها من الأهلية الشرعية، وأن يكون مكلفًا ثقة، أمينًا منزهًا عن صفات الفسق وعلى علم تام بالأدلة الشرعية، وهي كتاب الله وسنة نبيه، فلا يجوز مُخالفتهما أو تقديم أي مصدر آخر عليهما. وشدد على أن من ضوابط الفتوى تعلقها بواقع الحال وعدم الاشتغال بما لا يفيد، وتيسير الفتوى وهذا أمر مهم ويعني تسهيل ومراعاة الحال والزمان والمكان والمستجدات والأحداث المعاصرة مما لم يكن له وجود خلال الأزمان الماضية، مضيفًا أن الفتوى في ماليزيا لا تصدر إلا من الجهة الرسمية لابد لها من توافق وإجماع حولها لمنع الخلاف. وفي كلمته، قال الدكتور جعفر عبد السلام، الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، إن دار الإفتاء المصرية فى طليعة الجهات العلمية التى أثبتت جدواها وأهمية وجودها، وذلك من خلال الأنشطة والفعاليات التى تقوم بها، مشيرًا إلى أن حاجات الإنسان واحتياجاته مسألة مهمة يجب مراعاتها فى الفتوى. وأضاف "عبد السلام"، خلال كلمته بمؤتمر "دور الفتوى فى استقرار المجتمعات"، أن وحدة الإنسان من المسائل المهمة التي يجب على من يصدر للفتوى مراعاتها، مؤكدًا أن الأديان جميعها تهدف إلى غاية واحدة ولا يمكن فصلها عن بعض، وأن قضية وحدة الرسالة من القضايا التي يجب أخذها فى الاعتبار أيضًا. وأشار الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، إلى أن الله -عز وجل- شرع جميع الشرائع متماسكة وواحده، لافتًا إلى أن هناك العديد من المسائل المشتركة التي ينبغي مراعاتها عند التصدي للفتوى، ومنها مسألة البيئة والتى تتكاثر المسائل المتعلقة بها يوميًا، وأن الفقهاء أكدوا أن الأحكام الشرعية تبنى على المصلحة. في السياق نفسه، رأى الدكتور أحمد عبد العزيز الحداد، مدير إدارة الإفتاء بدائرة الشئون الإسلامية بدبي، أن دار الإفتاء المصرية حرصت على جمع كلمة المفتين فى العالم من خلال تنظيمها للمؤتمر الجارى. وقال الحداد إن بيان شرع الله للناس لابد أن يكون عن وعي ودراية كاملة وفهم صحيح للنصوص وإدراك تام لمقاصد الشرع الشريف، ومعرفة ما يترتب على الفتوى بعد ذلك، مؤكدًا أن كل هذه الصفات لابد من يتصدى للفتوى أن يكون على دراية بها. وأضاف مدير الإفتاء بدائرة الشئون الإسلامية بدبي، أن معرفة مقاصد الشرع الشريف تمكن المفتي من معرفة حقيقة الأحكام وتوجيهها حسب الشرع، وأنه على المفتى مراعاة العديد من الجوانب ،منها حفظ النظام ومراعاة الصالح العام للأمة، لافتًا إلى أنه من الواجب على ولاة الأمر إقامة مؤسسات للفتوى بحيث تضبط عملية الإفتاء ولا تخرج الفتوى إلا منها. وطالب بأن تخرج أى فتوى من المؤسسات الرسمية لها فقط، وعلى السلطات حماية تلك المؤسسات حتى لا تكون الفتوى متاحة لأى شخص غير مؤهل لذلك، وأكد أن "المفتي إذا علم أن الفتوى تؤدي إلى الفتنة فإنه يحرم عليه الإفتاء بها".