تأتى المناسبات الإسلامية الكريمة لتحرك شعورًا جميلًا لدى المسلمين؛ ليُقبِلوا على الله فيزدادوا طهرًا وصفاءً ونقاءً، وها هو يوم عاشوراء يُقْبِل علينا، اليوم، ليدعو المسلمين إلى الصيام. ويوم عاشوراء هو أفضل يوم في شهر المحرم، وصيامه في منزلةٍ تلي منزلة صوم عرفة، ذلك أنَّ صيام يوم عرفة يكفِّر سنتين، أما عاشوراء فيكفِّر سنة واحدة، فَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضى الله عنه قال: قال رسول الله : «...صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ». ويكفر صيام يوم عاشوراء ذنوب السنة الماضية لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ». رواه مسلم 1162. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم عاشوراء؛ لما له من المكانة، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ». رواه البخاري 1867 ومعنى "يتحرى" أي يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه. وأوضحت دار الإفتاء المصرية، أن تكفير الذنوب بصيام عاشوراء المراد بها الذنوب الصغائر، وهي ذنوب سنة ماضية أو آتية إن وقعت من الصائم، فإن لم تكن صغائر خفف من الكبائر، فإن لم تكن كبائر رفعت الدرجات، أما الكبائر فلا تكفرها إلا التوبة النصوح، وقيل يكفرها الحج المبرور، لعموم الحديث المتفق عليه "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه". وأكدت الدار في فتواها، أن يوم عاشوراء له فضيلة عظيمة، وحرمة قديمة، وصومه لفضله كان معروفًا بين الأنبياء عليهم السلام، وصامه نوح وموسى عليهما السلام، وروى إبراهيم الهجري عن أبي عياض عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء، فصوموه أنتم".