قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن من بين اذكار الطواف يُستحبّ أن يقول الحاج عند استلام الحجر الأسود أولًا، وعند ابتداء الطواف أيضًا: "بِسمِ اللَّهِ، واللَّهُ أكْبَرُ، اللَّهُمَّ إيمَانًا بِكَ وَتَصدِيقًا بِكِتابِكَ، وَوَفاءً بِعَهْدِكَ، وَاتِّباعًا لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ صلى الله عليه وسلم". وتابع: "ويُستحبّ أن يكرِّر هذا الذكر عند محاذاة الحجر الأسود في كل طوفة، ويقول في الأشواط الثلاثة «اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حَجًّا مَبْرُورًا («حجًّا مبرورًا»: أي سليمًا من مُصاحبة الإِثم، من البرِّ، وهو الإِحسان أو الطاعة)، وذنْبًا مَغْفُورًا، وَسَعْيًا مَشْكُورًا»، ويقول في الأربعة الباقية: «اللَّهُمَّ اغْفِر وَارْحَمْ، وَاعْفُ عَمَّا تَعْلَمْ، وَأنْتَ الأعَزُّ الأكْرَم، اللَّهُمَّ رَبَّنا آتنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وفي الآخِرة حَسَنةً، وَقِنا عَذَابَ النَّارِ». وأضاف جمعة: قال الشافعي رحمه الله : أحبُّ ما يُقال في الطواف: (اللَّهُمَّ رَبَّنا آتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)، قال: وأُحِبُّ أن يُقال في كله، ويُستحبّ أن يدعوَ فيما بين طوافه بما أحبّ من دين ودنيا، ولو دعا واحد وأمَّن جماعةٌ فحسن. وتابع المفتي السابق: وحُكي عن الحسن رضى الله عنه أن الدعاء يُستجاب هنالك في خمسة عشر موضعًا: في الطواف، وعند الملتزم، وتحت الميزاب، وفي البيت، وعند زمزم، وعلىٰ الصفا والمروة، وفي المسعىٰ، وخلف المقام، وفي عرفات، وفي المزدلفة، وفي منىٰ، وعند الجمرات الثلاث، فمحروم مَن لا يَجتهد في الدعاء فيها. *ومذهب الشافعي وجماهير أصحابه أنه يُستحبّ قراءةُ القرآن في الطواف لأنه موضعُ ذكر، وأفضلُ الذكر قراءةُ القرآن، واختار أبو عبد اللّه الحليمي من كبار أصحاب الشافعي أنه لا يُستحبّ قراءة القرآن فيه، والصحيحُ هو الأول. قال أصحابُنا: والقراءةُ أفضلُ من الدعوات غير المأثورة، وأما المأثورةُ فهي أفضل من القراءة علىٰ الصحيح، وقيل: القراءة أفضل منها . ويُستحبّ إذا فرغَ من الطواف ومن صلاة ركعتي الطواف أن يدعوَ بما أحبّ، ومن الدعاء المنقول فيه: (اللَّهُمَّ أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكِ، أتَيْتُكَ بِذُنُوبٍ كَثِيرَةٍ، وأعْمالٍ سَيِّئَةٍ، وَهَذَا مَقَامُ العائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ، فاغْفِرْ لي إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ).