أصدر العاهل المغربي الملك محمد السادس عفوا عن معتقلين بينهم أشخاص اعتقلوا على خلفية ما بات يعرف باسم "حراك الريف" الذي تفجر في مدينة الحسيمة بشمال البلاد عقب مقتل بائع سمك سحقا داخل شاحنة للنفايات. وفي خطاب مساء السبت في ذكرى مرور 18 عاما على اعتلاء العرش انتقد الملك الإدارة المغربية والنخبة السياسية وحملهما مسؤولية "إعاقة تقدم المغرب". وقال بيان لوزارة العدل إن العاهل المغربي بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لعيد العرش أصدر عفوا "على مجموعة من الأشخاص منهم المعتقلون ومنهم الموجودون في حالة سراح المحكوم عليهم من طرف مختلف محاكم المملكة وعددهم 1178 شخصًا". وضمن هؤلاء 911 سجينا. وأضاف البيان أن عددا من هؤلاء "لم يرتكبوا جرائم أو أفعالا جسيمة في الأحداث التي عرفتها منطقة الحسيمة وذلك اعتبارا لظروفهم العائلية والإنسانية". ولم يتسن التأكد من عدد معتقلي أحداث الحسيمة الذين أطلق سراحهم لكن وسائل إعلام مغربية أشارت إلى أنهم 56 من أصل 300 معتقل. وشمل العفو المغنية الشابة سليمة (سيليا) الزياني في حين لم يطلق سراح ناصر الزفزافي زعيم الحراك. وشمل العفو أيضا عددا من الشبان يعرفون باسم "شباب فيسبوك" الذين ينتمون إلى حزب العدالة والتنمية الإسلامي. وأدين هؤلاء بتهمة "الإشادة بالإرهاب" على خلفية تدوينات نشروها على فيسبوك إثر اغتيال السفير الروسي في أنقرة في ديسمبر كانون الأول. وفي كلمته للشعب المغربي انتقد العاهل المغربي الإدارة العمومية قائلا "من بين المشاكل التي تعيق تقدم المغرب، هو ضعف الإدارة العمومية، سواء من حيث الحكامة، أو مستوى النجاعة أو جودة الخدمات التي تقدمها للمواطنين". وأضاف أن ذلك "ينعكس سلبا على المناطق التي تعاني من ضعف الاستثمار الخاص وأحيانا من انعدامه ومن تدني مردودية القطاع العام مما يؤثر على ظروف عيش المواطنين". وتابع قائلا "المناطق التي تفتقر لمعظم المرافق والخدمات الصحية والتعليمية والثقافية ولفرص الشغل تطرح صعوبات أكبر وتحتاج إلى المزيد من تضافر الجهود... لإلحاقها بركب التنمية". وقال الملك "في المقابل، فإن الجهات التي تعرف نشاطا مكثفا للقطاع الخاص كالدار البيضاء والرباط ومراكش وطنجة تعيش على وقع حركية اقتصادية قوية توفر الثروة وفرص الشغل".